عاد برنامج الأطفال "افتح ياسمسم" التعليمي الأكثر شهرة على مستوى دول الخليج العربي قبل نحو 3 عقود إلى دائرة اهتمام الجهات المعنية بالتربية في الدول السبع الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج بعد أن كاد يُنسى، رغم أنه لاقى رواجا في أوساط الأطفال نهاية عقد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي من خلال القيم التربوية والتعليمية التي كانت تبث عبر حلقاته. ووفقا للمدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي عبدالخالق القرني، فإن "افتح يا سمسم" سيخضع لخطة تطوير ممنهجة تهدف إلى وضع أفضل إطار تعليمي وعملي من أجل نجاح طويل المدى في تحقيق المكاسب التربوية للأطفال في سنوات ما قبل المدرسة "رياض الأطفال". وأضاف أن ممثلي وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بالمكتب عقدوا بالفعل أول اجتماع تنسيقي لهم خلال اليومين الماضيين بالرياض، وذلك في إطار الاستعداد لعقد ندوة تربوية لمشروع مبادرة "افتح يا سمسم" التعليمية المقررة في شهر مارس المقبل، مضيفا: أنه تم خلال الاجتماع اطلاع الحضور على تاريخ مبادرة "افتح يا سمسم" في المنطقة وعلى نموذج "سمسم" الكلي وعلى معالم المشروع ومشاركة وزارات التعليم بالدول الأعضاء بالمكتب والمؤسسات التعليمية في المنطقة. وأفاد القرني بأنه سيطلب من ممثلي الوزارات والأخصائيين التربويين تقديم عرض لأوضاع تربية الطفولة المبكرة في دولهم، وذلك من أجل تحديد أفضل السبل التي يمكن بها للمشروع تلبية الاحتياجات المعنية في كل دولة. وحول ما ستتضمنه الندوة التربوية التي ستعقد خلال مارس المقبل، قال القرني: إنه سيصمم خلالها إطار تربوي للبرنامج، وسيلتقي أعضاء فريق المشروع خلال الجلسات بمعلمين وأكاديميين وباحثين يعملون في مجال التعليم ومجال تقديم الخدمات لمرحلة ما قبل المدرسة، والبرامج الصحية والاجتماعية للأطفال، وستنضم إلى الفريق شخصيات ثقافية. وأكد أن الاجتماع يعد ندوة لمناقشة الاحتياجات التربوية الضرورية للأطفال في كل دولة، وسيدرس ممثلو الوزارات والأخصائيون التربويون النتائج المترتبة على عودة "افتح يا سمسم" وكيفية بناء إطار تعليمي للمبادرة حتى يمكن توفير موارد تربوية معاصرة للدول الأعضاء بالمكتب تمكن من مخاطبة أطفال اليوم طبقا لمستحدثات العصر والتطور التكنولوجي. ويمثل برنامج "افتح يا سمسم" المبادرة التعليمية الأولى التي تهدف إلى تحقيق مكاسب تربوية قابلة للقياس للأطفال في السنوات الأولى للمدرسة، وسيجند البرنامج خبراء ومؤسسات تربية من المنطقة من أجل بحث ووضع إطار تربوي للبرنامج يعكس احتياجات وقيم التعلم لدى أطفال اليوم.