فيما كشفت دراسة حديثة أعدتها شركة الأبحاث «جارتنر» أن الذكاء الاصطناعي سيوفر 2.3 مليون وظيفة حول العالم عام 2020، حدد خبراء تقنيون ل«الوطن» 12 تأثيرا لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المملكة، أبرزها خلق اقتصاد متقدم يعتمد على الاستثمار، ونقل كل صناعة يمكن أن تستقبل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مستويات أعلى، وتطوير الأنظمة الصحية والتعليمية والتجارية، وتغيير سوق العمل بعد طرح وظائف مبتكرة في جميع القطاعات. بناء كوادر قال الخبير التقني فيصل الأنصاري ل«لوطن»، إن «الذكاء الاصطناعي سيتحقق في المملكة دون اللجوء إلى مصادر خارجية، والتأثيرات الاقتصادية لذلك ستكون كبيرة، على أن يتم توظيف الذكاء الاصطناعي بآلية مدروسة للوصول إلى نهضة تقنية عظمى، وفي الوقت نفسه ستظل الوظائف المهنية متاحة لأبناء الوطن»، مطالبا ببناء كوادر وطنية تستقبل الموجة الذكية، دون الحاجة إلى الأجانب في هذا القطاع. رفع الجودة والحد من الهدر أوضحت عضو هيئة التدريس بكلية الحاسب والمعلومات في جامعة الملك سعود الدكتورة لطيفة العبدالكريم ل«الوطن»، أن «أنظمة الذكاء الاصطناعي بمثابة وسيلة نقل، وتوظيفها في مراحل مبكرة سيسهم في رفع جودة الأداء، والتقليل من الأخطاء، وخلق سياسة عمل مبتكرة تضمن الاستمرارية في الجودة والتطور». وأضافت، أن «الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى الاستغناء عن دور الإنسان، لكنه سيسهم في خلق مفاهيم جديدة لتقديم الخدمات وتطوير بيئة العمل»، موضحة أن التطور ستكون نتائجه تدريجيا، وستخلق وظائف جديدة، والذي سينعكس على إعادة رسم الهيكل الاقتصادي العالمي. وبينت العبدالكريم، أن «الاستثمار في البيانات والتطبيقات سيخلق موارد تنقل المملكة إلى مصاف الدول الرائدة في الصناعات المستقلة، وسيكون لها دور بارز في الحد من الهدر المالي لموارد الدولة، وتطوير أنظمة الدولة لتواكب التحديات الجديدة»، مشيرة إلى دور التعليم في تعزيز المهارات، والتأهيل للوظائف المستقبلية. فقدان الوظائف حذر مؤسس شركة «صحارى نت» قيس العيسى، من خطورة فقدان الوظائف المهنية خلال السنوات المقبلة، وقال إن «الذكاء الاصطناعي سيقود الثورة الصناعية المستقبلية، لذلك تبرز أهمية تطوير الذات بشكل مستمر، وتشجيع المواطنين للاستثمار في هذا المجال، وأن يكون الرجل الآلي من صنع أبناء المملكة بدلا من استيراده من الخارج»، مشيرا إلى أن المستقبل يحتاج إلى قدرات عالية المهارة لتصميم وبناء وبرمجة التطبيقات، للرقي إلى أعلى درجة ممكنة من الرفاهية. نمو الخدمات أشارت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتورة فاطمة باعثمان، إلى أن «الصناعات التقليدية ستختفي في المملكة في ظل نمو قطاع الخدمات الرقمية المالية والابتكارية وصناعة الذكاء الاصطناعي، وأيضا المهن الأمنية التقنية، وتصميم المدن الذكية»، معربة عن أسفها من تحكم وسيطرة الشركات الكبرى في الأسواق الاقتصادية التي تقوم ببناء مصلحتها الذاتية، مطالبة بأن تسهم الدولة في التقليل من دعم الشركات الكبرى، واللجوء إلى أبناء الوطن بصورة مرحلية تتماشى مع التوجهات الإستراتيجية للدولة. وزارة للذكاء الاصطناعي قالت باعثمان، إن «التقارير تؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي، ويضاعف النمو الاقتصادي في 12 دولة نامية، لذلك يجب إنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي تسعى إلى تطبيق المبادئ والمفاهيم، وتقديم المبادرات لتحقيق الأهداف المعنية، مشددة على أهمية التعاون مع المؤسسات الدولية لوضع اتفاقيات عالمية لاعتماد وتوثيق إستراتيجيات مهمة لبناء وخدمة الإنسان، وتطوير حضارته في البيئات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. نقص المبرمجين حدد الرئيس التنفيذي لشركة «ييس تو ديجتال» عمار بكار، 3 أمور أساسية لتحقيق الذكاء الاصطناعي، هي: زيادة الإنتاجية لدى الشركات، والفعالية بشكل غير مسبوق، والحاجة إلى نوع آخر من الموظفين مثل المبرمجين، وخبراء التعلم الذاتي، وخبراء البيانات الضخمة Big Data، وبالتالي سيؤثر إيجابيا على الاقتصاد، مؤكدا أن دخول التطبيقات إلى السوق السعودي سيخلق شركات وأفكارا ورواد أعمال، معربا عن أسفه من عدم وجود عدد كاف من المبرمجين السعوديون الذين يستطيعون تلبية احتياجات السوق.