كشف صيادلة أن سهولة صرف الأدوية رجحت كفة التسمم الدوائي على بقية الأنواع الأخرى في المملكة، بالإضافة إلى أن القدرة المالية للمواطنين رفعت حالات التسمم بينهم أكثر من المقيمين. ووفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة حول حالات التسمم التي وصلت إلى مستشفياتها، بلغ إجمالي حالات التسمم 4840 حالة، كان نصيب التسمم الدوائي منها 2832، فيما كان عدد حالات التسمم الكيميائي نحو 2008. وأشارت الإحصائية أيضا إلى أن نسبة السعوديين في الحالات المسجلة تفوقت بواقع 4094، فيما بلغ عدد الحالات لدى المقيمين نحو 746. سهولة صرف الدواء ذكر مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد ل«الوطن» أن سهولة الحصول على الدواء أسهمت في ظهور مثل هذه الإحصاءات، خصوصا أنه خلال الفترة الماضية لمسنا انتشارا كبيرا للأدوية في منازل المواطنين، وذلك لكثرتها وسهولة تداولها بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة منها تصرف من الصيدليات بدون وصفات طبية معتمدة من المستشفيات. وأضاف: قلما نجد شخصا لم يتعاط الأدوية في حياته، ولا تخلو المنازل من هذه العلاجات التي من الممكن أن يصل إليها الأطفال ويستخدمونها، وبالتالي يحدث التسمم الدوائي. أنواع التسمم أوضح الحداد أن التسمم الدوائي يكون إما تسمما مزمنا يحدث نتيجة التعرض المستمر للأدوية والكيماويات بكميات ولفترة طويلة كما في حالات التسمم الصناعي أو حالات الإدمان على المخدرات والمنومات وبعض الأدوية الأخرى التي تؤخذ خلال فترة طويلة بكميات معتدلة، وإما أن يكون تسمما حادا يحدث في الغالب نتيجة تعاطي الدواء عن طريق الفم بجرعات عالية، وتمثل الأدوية نسبة أكبر من 50% من مجموع الإصابات التسممية في أنحاء العالم. أما بالنسبة للأطفال فيحدث التسمم الدوائي بالخطأ عند وقوع الأقراص في متناول أيديهم، أو بإعطائهم جرعات عالية من بعض الأدوية المضادة للحساسية أو علاجات السعال بغرض التنويم فتحدث هنا الإصابة بالتسمم. غياب الوعي بين الصيدلي صبحي الحداد أن هناك عاملا مهما في ازدياد حالات التسمم الدوائي، وهو الجانب الثقافي والتوعوي الخاص بالمجتمع، إذ يسهل بين الناس في الوقت الحالي تبادل الوصفات الطبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذهاب إلى الصيدليات من أجل صرفها، ولا يعون أن الدواء سم قاتل فيما إذا أسيء استخدامه. وأضاف: يجب توظيف كل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في التوعية والتثقيف بهذه النقطة، كما يجب على الجهات الصحية منع صرف الأدوية، خصوصا في الصيدليات الخاصة إلا بوجود وصفة طبية معتمدة. القدرة الشرائية أكد الصيدلي محمد عبداللطيف الدسوقي من مدينة الهفوف بالأحساء ل«الوطن»، أن السعوديين يفوقون المقيمين في حالات التسمم الدوائي، مرجعا ذلك إلى أسباب، أهمها القدرة المادية على شراء الدواء بشكل مستمر، سواء من خلال المستشفيات أو الصيدليات الخاصة، بالإضافة إلى عمليات الشراء عن طريق مواقع الإنترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الصيدلي الإكلينيكي للأطفال بجامعة الجوف الدكتور ناصر العتيبي، إن كبار السن والأطفال أكثر عرضة للأعراض الجانبية للأدوية، وأن من الأسباب المحتملة للتسمم الدوائي التفاعلات الكيميائية للدواء المنفرد، أو مع بعض الأطعمة. وأضاف أن كبار السن قد ينسون آخر مرة تناولوا الجرعة الأمر الذي يدفع بعضهم لتناولها مرة أخرى وهو ما يؤدي إلى التسمم.