يشكل الاقتصاد المعرفي ثورة في عالمنا اليوم، ولا يختلف اثنان في أهمية ذلك. فمنذ بداية القرن الواحد والعشرين أصبح التحول من الاقتصاد القائم على رأس المال إلى اقتصاد المعرفة مطلبا لكثير من الدول، والذي يتم من خلال تفاعل ثلاث قوى هي: التغيير التكنولوجي، ويشمل تكنولوجيا المعلومات والموارد والتكنولوجيا البيولوجية. ثانيها تحرير التجارة وتدويل أنظمة الإنتاج، وكذلك تحرير حركة رأس المال في النظام الاقتصادي العالمي، لذا كان من العوامل الأساسية التي يجب توفرها لضمان نجاح اقتصاد المعرفة تطور التعليم لنجاح اقتصاد المعرفة، ومن أمثلة ذلك تايوان، وهونج كونج، وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول ذات الدخل المنخفض، حيث تمكنت هذه الدول خلال العقدين الماضيين من أن تتجاوز ذلك بكثير، حيث أصبحت من الدول ذات الدخل العالي، وذلك يعود إلى الاستثمارات الكبيرة في التعليم والتدريب المهني، مما شجع أبناءها على الالتحاق بالتعليم العالي والتقني، ومن عوامل النجاح هذا النوع من الاقتصاد والهجرة وفسح المجالات لاستقطاب ذوي الكفاءات العالية والمدربة، فمن الواجب أن تكون سياسات الهجرة خالية من القيود السياسية والقانونية المادية لتسهيل عملية اجتذاب المهارات المطلوبة، وكذلك تشجيع البحث العلمي ودعمه وتهيئة البيئة التنافسية التي تعمل على تشجيع الإبداع والابتكارات، ومن هذه النظرة فإن مملكتنا الحبيبة تستشرف مستقبلاً باهراً بإذن الله من خلال رؤيتها المباركة 2030 التي يقودها عرابها الأمير محمد بن سلمان الذي أوضح من خلالها أن الهدف الرئيسي لهذه الرؤية هو «عدم الاعتماد على النفط»، والاتجاه إلى مصادر أخرى، تحقق للأجيال القادمة الحياة الكريمة. لذا فإن كل أسباب التوجه إلى الاقتصاد المعرفي مهيأة وممكنة في ظل الدعم القوي للموهوبين من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله التي لم تأل جهداً في دعم هذه الفئة، وكذلك برنامج الابتعاث الذي وصلت أعداده لأكثر من ربع مليون طالب ستعمل نقلة نوعية في المملكة، وكذلك المشاريع المستخدمة أخيراً، متمثلة أخيراً في مشروع نيوم وتأهيل المدن الاقتصادية لتكون خطوط إنتاج لصناعات أساسية وتحويلية، ولن يتم هذا إلى بتضافر الجهود من شباب وشابات الوطن، على ضوء ذلك ستتحقق الرؤية بمشيئة الله وبرعاية قيادة تؤمن بأهمية مسايرة العالم لنكون في مصاف دول العالم الأول كما عبر عن ذلك الأمير خالد الفيصل بهذه الأبيات الرائعة: ما احب أنا المركز التالي الأول أموت وأحيا به.. وش عاد لو الثمن غالي.. روحي على العز وثابة..