يمنح مشروع "نيوم" الشرق الأوسط فرصاً استثنائية تميزه عن بقية المشروعات والمدن الاقتصادية العالمية التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين، وذلك من خلال استهداف تقنيات الجيل القادم كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع، وهذا مايبحث عنه المستثمرون والشركات العظمى، مما يعطي المستثمرين ضمانًا قويًّا للاستمرارية والتطور. إن مشروع "نيوم" كما وصفه الأمير محمد بن سلمان مهندس الرؤية يمثل مرحلة جديدة من الريادة العالمية اقتصادياً وتقنياً ومعرفياً، مما يجعل المملكة مقومًا رائداً ومؤثراً في الاقتصاد العالمي بشكل أقوى بعيداً عن التغيرات الاقتصادية لأسعار النفط. ويتبنى مشروع "نيوم" الفكر الاقتصادي القائم على المعرفة من خلال الاستثمار في الأفكار الإبداعية والخروج عن المألوف من خلال خطوات إستراتيجية مدروسة تبعث على اطمئنان الجيل القادم بأن هناك من يحتضن إبداعاتهم ويستشرف تطلعاتهم للمستقبل ويترجم رؤيتهم الوطنية 2030. ولا يخفى أن الاستثمار القائم على الابتكار صنع في القرن الحالي ثروات واقتصاداً كثيراً من الشركات العالمية التي بدأت من أفكار طلاب في مرحلة الدراسة الجامعية (لم يكن لديهم مال ولا أرض ولا كوادر بشرية والتي كانت هي الركائز لبناء الاقتصاد في السابق) ومع ذلك صنعوا اقتصادًا قويًا قائمًا على المعرفة والابتكار، وهذا ما يؤكد حرص المدير التنفيذي لمشروع نيوم على استقطاب العقول المميزة لبناء نظام مميز، وفي هذا إشارة إلى أن المشروع قائم على الاستثمار في العقول المتميزة لخلق فرص استثمارية واعدة. وها نحن اليوم نقف على صفحة مشرفة من صفحات تاريخ هذه البلاد المباركة التي لا تتوانى قيادتها الكريمة في بذل كل الجهود المادية والفكرية لخدمة البشرية في العالم ككل، فقبل عدة أشهر أسست السعودية مركز "اعتدال" العالمي لمكافحة التطرف، وبالأمس أطلقت مشروع "نيوم" الذي يعتبر وجهة المستقبل لأبناء الوطن ومحط نظر التجارة العالمية، وبالتالي سيخدم العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، وبينهما الكثير من الإنجازات التي تخدم المسلمين والبشرية كافة. نشكر قيادتنا الحكيمة على ما يقدمونه لهذه البلاد المباركة من إنجازات تتوالى وسيعم نفعها جميع أنحاء العالم.