أجمع مراقبون سياسيون على أن إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، تعليق استقالته لحين التشارو في المطالب التي تضمنها خطاب الاستقالة، منها عدم تدخل إيران وحزب الله في شؤون لبنان، وتشدده على ضرورة «النأي بالنفس عن الحروب والصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية وكل ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات مع الأشقاء العرب»، تمثل مفاجأة جديدة للشارع اللبناني، تكرس من زعامة الحريري، بما يمنحه فرصة إنتاج تسوية جديدة تحرم حزب الله بزعامة أمينه العام حسن نصر الله من سيطرته على الدولة، لا سيما أن الأخير أعلن تنازلات، منها الانسحاب من سورية التي بات الوضع فيها لمصلحة روسيا وليس إيران. صدمة ثانية ووصف الكاتب والمحلل السياسي ميشال نوفل، قرار الحريري بتعليق الاستقالة بالصدمة الثانية للشارع اللبناني، خاصة بعد قول الحريري «إنني أتطلع في هذا اليوم إلى شراكة حقيقية مع كل القوى السياسية، في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة أخرى»، مؤكدا التزامه التعاون مع رئيس البلاد لتجنيب لبنان «كل الحرائق والحروب المحيطة وتداعياتها على كل صعيد». ورأى نوفل أن حزب الله «أصبح مكشوفا ولا ملجأ له إلا لبنان، فهو مضطر لتقديم التنازلات»، مشيرا إلى أن مصير سلاحه سيكون مرتبطا بالحوار الذي دعا إليه عون، مبينا أن مصير السلاح لن يحسم سريعا ضمن الإستراتجية الدفاعية، وقد تأخذ الأمور وقتا حتى إجراء الانتخابات النيابية، إلا أن البحث فيها يهدئ من حالة التوتر. تبرئة السعودية قالت مصادر سياسية، إن التريث في تقديم الاستقالة يؤكد أن الحريري لم يكن مجبرا على تقديمها، ولم تأت نتيجة ضغط سعودي، كما روّج البعض، بل جاءت نتيجة إصرار الحريري على تنفيذ سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، و إنتاج تسوية جديدة تخلص لبنان من أضرار التسوية التي لم يلتزم بها حزب الله ورئيس الجمهورية، حتى بات لبنان في حضن إيران، وكان لا بد من صدمة تعيد الأمور إلى نصابها، وتخرج البلد من كونه رهينة إيرانية. وحسب المصادر، فقد كان لافتا خلال حفل الاستقبال والذي أقيم بمناسبة عيد الاستقلال، عدم مصافحة الحريري سفير النظام السوري بلبنان علي عبدالكريم.