أنهى مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر عروضه، أول من أمس، بعدما افتتح في 27 من نوفمبر الماضي، وشهد تقديم 31 عرضاً مسرحياً كان من الواضح أن إدارة المهرجان بذلت جهداً لا بأس به كي تكون سوية العروض مرتفعة، مع مراعاة تمثيل أكبر عدد من الدول التي طلبت المشاركة، بحيث إن العرض الوحيد الذي يمثل دولة ما يكون مقبولاً، وهنا كانت المفارقة! عموماً، كانت الانطباعات جيدة عن أغلب العروض، رغم الأخطاء التنظيمية المتكررة، التي تصفها الإدارات المتعاقبة للمهرجان ب"الطارئة". كان العرض الأردني "أحلام شقية" متميزاً، وهو عن نص ل"سعد الله ونوس"، كذلك العرض التركي "مكان ما في منتصف الطريق"، بينما كان نجم المهرجان العرض السوري "سيليكون"، وهو مشروع تخرج طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، بإشراف المخرج عبد المنعم عمايري، حيث بدا أن الهواة أعطوا للمسرح أكثر مما أعطى المحترفون. السعودية تمثلت في المهرجان بمسرحية "كنا صديقين"، الذي قدمته فرقة فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالطائف، في ثاني أيام المهرجان. حكاية المسرحية تقول إن "نادر" و"قيس" صديقان أسسا مسرحاً في بدايتهما الفنية، لكن قيس يجد عملاً في التلفزيون فيقرر بيع المسرح بكل محتوياته، لتبدأ العلاقة مع نادر بالتوتر والخلاف، وحين يحاول التراجع عن خطوة بيع المسرح، متأخراً، تكون علاقته بنادر قد وصلت نقطة اللاعودة. اتسمت الرؤية الإخراجية للقصة بالبساطة، مع بعض الارتباك في مفاصل عديدة من العرض، ومنها المبالغة في التكوينات الجسدية التي لجأ إليها الممثلون في أكثر من مشهد. كما غابت عناصر التشويق عن الفرجة المسرحية بسبب الإطالة في الحوار، بينما جاءت السينوغرافيا متواضعة وبسيطة،على ما تحتمله قصة العرض، من إمكانية الاعتماد على المونولوجات والتأثيرات الممكنة للموسيقى والإضاءة. النقطة المضيئة في العرض حملها المشهد قبل الأخير، بالاعتماد على الكوميديا، من خلال تأدية الممثلين لمونولوجات شكسبيرية، فيما صور المشهد الأخير جلوس الصديقين إلى جانب بعضهما، مع تناوب في حركة الإضاءة بين الجمهور والممثلين، لينتهي العرض دون حل، بل بسؤال مفتوح برسم المشاهد. العرض من تأليف وإخراج فهد ردة الحارثي، وجسد الشخصيات الممثلون: مساعد الزهراني، سامي الزهراني، صقر القرني، ممدوح الغشمري، عبد العزيز الحارثي، وحسين سوداي. أما المؤثرات الصوتية فكانت لمحمد العصيمي، والإضاءة لجميل عسيري، ومساعد المخرج جمعان الذويبي.