ترجع أهمية موقع المدير العام لمنظمة اليونسكو، إلى المكانة الرفيعة التي تحتلها المنظمة على خريطة منظمات الأممالمتحدة، ويعود اهتمام العرب بهذا الموقع إلى أنهم يعتقدون - عن حق - أن المجال الثقافي من بين المجالات التي يتمتعون فيها - على المستوى الدولي - بميزة نسبية تدعوهم إلى السعي للحصول عليه، فضلاً عن أن مجالات التربية والتعليم من المجالات التي يحتاجون فيها إلى الحصول على خبرة إضافية تميز بينهم وبين غيرهم من دول العالم. محاولات عربية للفوز بمقعد اليونسكو بدأت في انتخابات 1999، حين ترشح الدكتور غازي القصيبي _رحمه الله _ من السعودية والدكتور إسماعيل سراج الدين من مصر، وانتهت الانتخابات بفوز الياباني كوشيرو ما تسورا ليخلف الإسباني فريدريكو مايور في إدارة المنظمة الدولية، والمحاولة الثانية كانت في انتخابات 2009، التي ترشح لها وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني والقانوني الدكتور محمد بيجاوي من الجزائر، وحصل الوزير المصري على أعلى الأصوات في الجولة الأولى، ولكن سرعان ما تحالفت أوروبا وأميركا ضد المرشح العربي بأوامر من إسرائيل التي اتهمت فاروق حسني بمعاداة السامية، ليخسر السباق في الجولة النهائية بفارق 4 أصوات أمام البلغارية إيرينا بوكوفا التي فازت بفترة ثانية عام 2013، أمام مرشحين عربيين هما رشاد فارح من جيبوتي واللبناني جوزيف مايلا.. وفي العام الحالي ترشح من مصر مشيرة خطاب ومن قطر حمد الكواري والعراقي صالح الحسناوي، واللبنانية فيرا خوري لاكويه... وانتهت بفوز وزيرة الثقافة السابقة المرشحة الفرنسية أودرى أزولاي. لم يأخذ العرب عبرة من الانتخابات السابقة، وواصلوا إخفاقاتهم بوجود أكثر من مرشح عربي في انتخابات واحدة مما أدى إلى انخفاض حظوظهم لتولي منصب مدير عام اليونيسكو.. حالة واحدة لفوز العرب بانتخابات اليونسكو هي في اتفاق الدول العربية على مرشح واحد للمنافسة على المنصب.