أكد المرشح اللبناني لرئاسة منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) جوزف مايلا انه سيسعى في حال فوزه في الانتخابات التي تجرى الجمعة الى "الاصلاح" مشدداً على انه صاحب "رؤية جديدة لليونسكو وضليع في شؤون التربية والسلام". وقال جوزف مايلا الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضاً في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس "المعركة سياسية وانا مرشح الإصلاح والرؤية الجديدة لليونسكو وخبير في شؤون التربية والسلام. أخوض معركتي في ظل سأم لدى كثيرين من تسييس المؤسسة. وأنا متفائل". ويتواجه مايلا في هذه المعركة الحامية مع المديرة العامة المنتهية ولايتها البلغارية ايرينا بوكوفا ورشاد فرح سفير جيبوتي في فرنسا. وتبدو بوكوفا الاوفر حظا بالفوز في وقت تعاني منه المنظمة من مشاكل مالية بسبب وقف المساهمة الاميركية التي تشكل 22 % من ميزانية المنظمة ردا على انضمام فلسطين اليها في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2011. واكد مايلا على ان توجهه علمي أكاديمي واعتبر أنه من "المؤسف والمؤلم" ألا تدعم ترشيحه المجموعة العربية في اليونسكو والتي تضم ست دول بينها قطر والسعودية ومصر. وافادت مصادر مطلعة أن دول الخليج ومصر تحضر لمعركة الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات لذلك فهي لن تؤيد أي مرشح عربي هذه المرة وتصطف بشكل عام وراء بوكوفا. أما فرنسا التي احرجها ترشيح مايلا الذي تولى حتى نهاية العام 2012 "ادارة التوقعات والاستراتيجيات في الخارجية الفرنسية" فقد جددت الاربعاء دعمها لبوكوفا. واكد جوزيف مايلا ان عمله في الخارجية الفرنسية "كان محصوراً جداً وفي مجال الدراسات وليس في القضايا السياسية. انا اعالج تطورات المجتمعات والقضايا المستقبلية في العالم وأيضا الأديان". وتابع "لست مدعوما من فرنسا. ففرنسا تعتبر أن ترشيح بوكوفا لولاية ثانية هو تحصيل حاصل وقالت لي من البداية انها لا يمكن ان تدعمني لان هناك ترشيح اوروبي وحيد لبوكوفا وهي لا تستطيع ان تخرج عن هذا الإجماع". وقال مايلا ان ترشيحه اتى بطلب من الرئيس اللبناني ميشال سليمان موضحاً ان ترشيح لبناني لهذا المنصب " اثير في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء اللبناني قبل استقالة الحكومة، وقتها لم يكن اسمي مطروحاً وحين طرح لاحقاً فوجئت بطلب الرئيس وحصلت على تأييد جميع الأطراف وأنا فخور بذلك". ويراهن المرشح اللبناني الذي لا يحظى بتأييد دول كثيرة على عدم انتخاب إيرينا بوكوفا من الدورة الاولى ما يترك له هامشا للمناورة. ويبدو ان المجلس التنفيذي الذي يصوت لاختيار المدير العام لليونسكو بالاقتراع السري، منقسم ايضا. وتؤكد بوكوفا ان الوضع في المنظمة عاد الى طبيعته بفضل ادارة صارمة الا ان المرشحين الاخرين يعتبران خلاف ذلك ان المنظمة تفقد مكانتها وعلة وجودها الا وهي الحفاظ على السلام من خلال الثقافة. واضطرت بوكوفا التي انتخبت مديرة عامة لليونسكو في العام 2009 الى ادارة ازمة مالية كبيرة بسبب تعليق المساهمة الاميركية الذي ادى الى تراجع ميزانيتها من 653 مليون دولار الى 507 ملايين في السنة. واكدت بوكوفا الاسبوع الماضي ان "الازمة المالية باتت وراءنا وقد حافظنا على تطبيق برنامجنا". وقال المدير العام المساعد للشؤون الخارجبة اريك فالت لوكالة فرانس برس ان "اليونسكو كانت تواجه خطر الاختفاء" بعد تجميد المساهمة الاميركية مشددا على ان الحصول على "75 مليون دولار من دول اخرى غير الولايات في اطار صندوق الطوارئ تطلب جهدا كبيرا. لقد تمكنا من تجاوز الازمة. والوقت ليس مناسبا لتغيير القائد". الا ان بوكوفا تتعرض ايضا لانتقادات فقد اعتبر ديوان المحاسبة الفرنسي في تقرير صارم هذه السنة ان "الطابع غير المتوقع للازمة لا يبرر في شيء عدم استعداد" المنظمة للمواجهة. لكن تقارير اخرى بريطانية واسترالية مالت الى تأييد ادارة بوكوفا للمنظمة على ما تقول اوساطها. في اروقة اليونسكو يحمل دبلوماسي عربي ورقة يحصي فيها الاصوات المحتملة ويقول ان بوكوفا "لديها 32 صوتا" هي بحاج الى 30 صوتا للفوز. ويضيف مبتسما "لكن كل شيء ممكن".