ترصد الباحثة السابقة بمركز كارنيجي للشرق الأوسط أميمة عبداللطيف في دراسة جديدة حملت عنوان "الأخوات.. تجارب الحركيات في مصر والأردن ولبنان"، تزايد النشاط السياسي للمرأة في الحركات الإسلامية، بشكل سريع ومتطور. وأكدت عبداللطيف:" أن المحيط السياسي والمجتمعي الذي تتفاعل فيه الجماعات الإسلامية هو العامل الحاسم في إخراج الوجود النسائي للعلن والاحتفاء به". جاءت الدراسة ضمن مجموعة كاملة من الدراسات صدرت حديثاً في نوفمبر 2010، بعنوان "النسوية الإسلامية.. الجهاد من أجل العدالة". وربما ما سيثار حول إصدار المسبار هو ارتباطها بالتسريبات الأخيرة حول وجود تنظيم نسائي دولي للأخوات المسلمات بقيادة مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلا أن رئيس تحرير مركز المسبار منصور النقيدان أكد ل"الوطن": عدم وجود أي علاقة بين إصدار المسبار، وبين الاتهامات التي ساقتها الصحف المصرية"، مشيراً إلى أن الإصدار الأخير كان ضمن جدولة بحوث المركز"، موضحا أن القيمة الرمزية لكتاب المسبار تأتي في ظل تصاعد وتيرة "تمكين ثقافة المرأة في الصعد المختلفة سواء الرسمية أو داخل الحركات الإسلامية التي تنادي على الدوام بزيادة حصصها القيادية في تلك الحركات". باحثات.. وانتماءات متعددة كتاب المسبار الجديد جاء مختلفاً عن سياق ما سبقه، فقد شاركت في دراساته الإحدى عشرة تسع باحثات من دول وانتماءات متعددة، وتناولت الدراسات الظاهرة النسوية الإسلامية، في مناطق تحمل "طابعاً سياسياً وفقهياً متشابكاً في بعض تفصيلاته، ومختلفاً بعض الشيء في تكويناته"، إلا أن ما يمكن قوله إن طبيعة "جغرافية النظم السياسية"، لعبت دوراً كبيراً في نشوء الظاهرة الإسلامية الحركية النسوية، وانتقالها في عدد من البلدان من إطار "المثلث الدعوي والاجتماعي" إلى إطار "الحراك السياسي السلمي، والراديكالية الإسلامية - جماعات العنف -". الانتماءات الفكرية المتعددة أعطت الكتاب زخماً مختلفاً، عن سياق الرؤية الواحدة، والذي يحسب للمسبار هو طبيعة الدراسات المختلفة والمتنوعة التي تحمل منهجية نسوية" متكاملة عن خارطة النشاطات النسائية، من حيث الاستفادة المتبادلة"، في طبيعة التعامل مع تطورات ملف المرأة الإسلامي. الإسلاميون والإعلام "الدراسات النسوية الإسلامية الخليجية"، نادرة إن لم تكن معدومة بالأصل، فكتاب المسبار الجديد، ركز على تجربتين مهمتين الأولى تتعلق بحراك المرأة السعودية وردود فعل الإسلاميين، عبر الرصد "الصحفي" للكاتبة والباحثة السعودية فوزية الخليوي، لمجمل كتابات الأقلام الإسلامية "رجال ونساء" التي تناولت قضية المرأة والعمل النسوي، حيث قدمت الباحثة – من خلال رصدها- الحراك الاجتماعي والثقافي بقضايا المرأة السعودية، وردود الفعل إيجاباً ورفضاً في الإعلام السعودي، متناولة موقف التيارات السعودية من القضايا التي أثيرت في السنوات الماضية، وأشارت الباحثة الخليوي إلى تصاعد وتيرة مطالبة السعوديات مع الانفتاح الإعلامي الذي عاشته السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مقاليد الحكم عام 2005، وهي قضايا تدور حول حقوق المرأة الزوجية والطلاق، وقيادة السيارة، إضافة إلى عملها في المحاماة وتوليها الإفتاء، ومنصب القضاء، وقصر بيع الملابس النسائية على المرأة، ومشاركتها في الانتخابات البلدية، والاختلاط في الدراسة والعمل، والأندية الرياضية النسائية. الإمارات.. لا نسوية إسلامية فيما تتعلق الدراسة الخليجية الثانية "بنساء الإمارات، للباحثة سعاد العريمي، والتي تؤكد من خلال مسار دراستها "غياب المنهجية النسوية في دولة الإمارات"، ويعود – وفقاً لتعليلها- من كون الإسلام يشكل مدرسة تعليمية فقهية لجميع فئات المجتمع، ويمثل مرجعية للتجمعات الإسلامية، إلا أنه لا يشكل مدرسة "فكرية نسوية منظمة"، وتعود العريمي لتقول "إن آليات الحركة النسوية غير معمول بها في نطاق النشاط الإسلامي النسائي، حيث لا يوجد توجه إسلامي نسوي منفصل عن رؤية الرجل، فجميع الأنشطة الإسلامية أنشطة جماعية لا تفرّق بين الذكر والأنثى، لتثبت العريمي ما ابتدأت به دراستها :" لا يمكن أن يطلق على التجمعات النسائية لقب النسوية الإسلامية، بل النسائية الإسلامية". كتاب المسبار الذي يقع في 280 صفحة من القطع المتوسط حمل رؤى فكرية وفلسفية وتنظيمية حركية تمثل إضافة نوعية ضمن البحث المستمر والتقويمي الراصد لطبيعة دور المرأة في تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية العربية.