فيما ذكرت دراسة أن أكثر من 80% من الأطفال لهم تواجد على الشبكة العنكبوتية بحلول عمر السنتين، وأن الأب أو الأم يشارك حوالي 1500 صورة لأطفالهما على شبكة الإنترنت قبل بلوغهم سن الخامسة، حذر محلل نفسي من استعراض النعم عبر مواقع التواصل، مؤكدا أن ذلك يترك أثرا على المحرومين منها، وبالتالي تجعل المتلقي لها تحت ضغط نفسي مستمر. خصوصية الأطفال ذكر تقرير نشره موقع «ibtimes» أن «تقريرا جديدا من هيئة أوفكوم أكد أن العديد من الآباء والأمهات بالفعل يشاركون صور أطفالهم على الإنترنت، إلا أن 56% من الآباء والأمهات لا يقومون بذلك، وأن 87% من الآباء والأمهات الذين لا يشاركون الصور يمتنعون عن ذلك للحفاظ على خصوصية الأطفال». وأضاف أن «الآباء والأمهات لديهم أسباب جيدة وراء مشاركة الصور، ومنها السماح لهم بالحصول على النصائح الأبوية، ومشاركتها، والحصول على الدعم العاطفي والعملي، والحفاظ على التواصل مع الأقارب والأصدقاء». مخاوف كشف التقرير أن «المخاوف من المبالغة في مشاركة صور الأطفال بدأت تتزايد، فقد ينتج عن المبالغة في مشاركة الصور فضح هوية منزل الطفل، أو حضانة الطفل، أو موقعه، أو أي معلومات أخرى قد تعرض الطفل للخطر، في حين أن العديد من الآباء والأمهات الذين يشاركون صور أطفالهم يقولون إنهم مدركون للمخاطر المحتملة التي قد تنتج قد تصرفاتهم، وأنهم يراعون آراء أطفالهم قبل المشاركة». وأضاف أن «بعض الآباء والأمهات يشاركون بعض المعلومات التي يعرفون بأنها ستحرج أطفالهم، فبعضهم لم يفكر حتى بمصالح أطفاله قبل مشاركة الصور»، مشيرا إلى أن استطلاع حديث من سي بي بي سي حذر من أن ربع الأطفال الذين تمت مشاركة صورهم تعرضوا للإحراج أو القلق بسبب ذلك. نفسيات الناس أوضح المحلل النفسي والمختص بالدراسات والقضايا الأسرية الدكتور هاني الغامدي أن «على المرء مراعاة نفسيات الناس والتي حذر منها الشرع، بعدم استثارة نفوس الآخرين بنشر ما يملكه من نعم، سواء كانت الأموال أو البنين، والأمر الآخر أن نشر صور الأطفال عبر الإنترنت قد يؤدي إلى العين والحسد، وهو ما يجب يجب وضعه في الحسبان». وأضاف «استعراض النعم له تأثير على المستوى النفسي، فكثير من الأشخاص للأسف لا يتنبه بأن هذه الصور ستترك أثرا على المحرومين منها، وبالتالي تجعل الطرف المتلقي لهذه الصور تحت ضغط نفسي مستمر». ويرى الغامدي أن «الشخص الذي يقوم بنشر صور الأطفال عبر الإنترنت، إما يكون هدفه جلب المتابعين أو الشهرة، وفي مجمل الأمر في ذلك فساد فكري وسلوكي على مستوى المرسل والمتلقي». وطالب المحلل النفسي بوجود قانون يحافظ على خصوصية الأطفال، ويحميهم من الأضرار النفسية والاجتماعية التي تقع عليهم جراء نشر الصور، خاصة إذا كان النشر من باب الاستهزاء والسخرية. قانون حماية البيانات لفت التقرير إلى أن «الشرطة في فرنسا وألمانيا اتخذت خطوات جادة نحو معالجة مخاوف مشاركة صور الأطفال، حيث قامت بنشر تحذيرات على فيسبوك موضحين مخاطر مشاركة صور الأطفال، مؤكدين على أهمية حماية خصوصية حياة الأطفال، وفي المملكة المتحدة اقترح بعض الأكاديميين على الحكومة بأن تثقيف الآباء والأمهات ليدركوا أهمية حماية هوية الطفل الإلكترونية، وأكدت الحكومة على التزامها بإصلاح قانون حماية البيانات، وفي أغسطس نشرت بيانا أوضحت فيه تفاصيل الإصلاح». وأشار إلى أن «المستخدمين سيكونون قادرين على الطلب من منصات التواصل الاجتماعي بحذف المعلومات التي قاموا بنشرها وهم في سن الطفولة، وفي بعض الحالات ستكون شركات وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة بحذف جميع المشاركات».