حذف موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت حسابين، لمستخدمين نشروا صوراً مسروقة لطفل مريض، زعموا كذباً أنه مصاب بالسرطان. وذكر موقع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أن الخطوة جاءت بعدما اشتكت والدة الطفل، الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بأن الصور استخدمت كجزء من عملية نصب واحتيال، إذ يعود تاريخ الصور إلى العام الماضي، عندما كان الطفل يعاني مرض الجدري. وزعم هذان الحسابان أن فايسبوك سيتبرع بأموال ليخضع الطفل لجراحة، إذا استخدم الزوار زر «الإعجاب» لتلك الصور، أو تركوا تعليقات أو ردوداً عليها. وتفاعل أكثر من مليون شخص مع واحدة من الرسائل على هذين الحسابين، منذ نشرها في بداية هذا الشهر. وتعتقد والدة الطفل البريطاني وتُدعى سارة آلن، أن كلا الحسابين على فايسبوك استخدما صوراً من تقارير إخبارية على الإنترنت، نُشرت حول إصابة إبنها بالجدري في آب (أغسطس) العام الماضي. وقالت آلن: "تلقينا تحذيرات بأن بعض الأشخاص قد يستخدمون صوره. إذا بحثت على غوغل عن الجدري فستجد صوره هناك". وأوضحت أن بعض الأصدقاء اتصلوا بها بعدما رأوا التعليقات، للتأكد ما إذا كان الطفل يعاني فعلاً من السرطان. وأرسلت الأم رسائل للموقع، لتشتكي من حدوث انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، وأبلغت في 10 شباط (فبراير) الجاري أن أحد الحسابين قد حُذف، بسبب انتهاك قواعد الموقع. لكنها قالت إن الحساب أعيد تفعيله مرة أخرى خلال 24 ساعة، من دون معرفة الأسباب. ولم تتدخل ادارة فايسبوك أو تطلب من فريق الشكاوى إعادة دراسة القضية، إلا بعدما غطت وسائل الإعلام المشكلة. وفي بادئ الأمر حذف فايسبوك فقط التعليقات التي تظهر صور الطفل، قبل أن يقرر إغلاق الحسابين اللذين ينشران الصور بشكل نهائي. وقال الخبير الأمني غراهام كلولي: «كانت هناك محاولة من جانب المحتالين للترويج لهذا الحساب، باستخدام تقنيات إلكترونية معينة، لدفع الناس للتفاعل مع أحد تعليقات فايسبوك، حتى يتسنى لهؤلاء المحتالين إما توجيه المزيد من الرسائل لهم، أو بيع منتجات لهم على هذه المنصة الخاصة بالطفل». وأضاف: «الكثير من عمليات النصب والاحتيال تستخدم مثل هذه الصور لاستهداف عواطف المستخدمين، ولتحقيق مكاسب مالية». ولفت إلى ضرورة أن لا يصدق المستخدمين لهذه الشبكات القصص التي تُنشر على الانترنت، وأن يكونوا أكثر حذراً إزاء التعليقات التي يعجبون بها أو يشاركونها مع الآخرين.