لا أعلم كيف تسرب إلى أعماقي شعور بأن وزارة التعليم تحث الخطى لتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لتتحفنا باحتفائية وصول أعداد العاطلات من الخريجات الجامعيات والكليات لمليون عاطلة عن العمل! فالرائي للمشهد من أعلى يرى حجم المأساة والإحباط لكثير من الأحلام الموؤودة في ردهات الانتظار القاسية، لعلكم تلاحظون أنني لم أدرج أعداد الخريجين من الطلاب، وذلك لأن فرص العمل للرجال رغم ندرتها إلا أنها أرحب من وظائف النساء، لأنها تكاد تكون محصورة في التعليم والصحة، وقليل من الفتات في بعض الوظائف المدنية في بعض الوزارات، وما خطوة صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية عن بدء التسجيل في برنامج سحب الدم لخريجات كليات العلوم إلا استشعاراً ومحاولة تأهيل الخريجات لسد احتياج وطني بكوادر ذات كفاءة، كل فصل دراسي تتضاعف أرقام الخريجات وتزدحم طوابير الانتظار أمام إعلانات وزارة التعليم للوظائف التعليمية والوزارة في سبات عميق. جميعنا يعلم أن وزارة التعليم ليست جهة توظيفية، ولكن ما يجري ينطبق عليه المثل «طبخ طبختيه يالرفلا إكليه»، فهي من شرعت أبواب جامعاتها بكلياتها المتناثرة عبر الوطن للدراسة في تخصصات باتت خارج دورة الزمن والعمل والتاريخ! يبدو أن وزارة التعليم تنبهت فيما يبدو واستيقظت لتسير في الطريق الآخر الخطأ! بدأت بسنّ ما تراه عوائق ستحول دون زحف أعداد الخريجات المهولة لطوابير انتظار وزارة التعليم أعلنت عن اشتراطات اختبارات قياس وقدرات وإقحام شرط الدبلوم التربوي الذي يتوارى كهلال رمضان كل عام عنوة لبعض الأقسام العلمية لخريجات الجامعات، وجعله شرطاً للانضمام إلى ميدان العمل التعليمي! على وزارة التعليم إيقاف التخصصات غير الملائمة لسوق العمل، والكفاح من أجل إيقاف تضاعف أرقام الخريجات من تلك التخصصات النظرية التي لا تخدم دورة العمل، ومعالجة الأرقام الفلكية بقوائم الانتظار من العاطلات بتقليص مدة الخدمة للمعلمات للسماح للخريجات الجدد في الحصول على فرصهتن بالعمل، والنظر بحال قدامى العمل التربوي لأنني أعرف معلمة قامت بتدريس أربعة أجيال متلاحقة ومازالت صامدة حفظها الله.