فيما تحدثت تقارير عن وجود ترقب وتفاؤل دوليين، يسبق لقاء الرئيسين الأميركي ترمب مع نظيره الروسي بوتين، خلال قمة مجموعة دول العشرين المنعقدة في ألمانيا هذا الأسبوع، قالت مصادر إن روسيا ربما تستغل اللقاء الذي سيجمع بوتين وترمب لبحث التحركات الغربية التي تقول إنها تهدف إلى محاصرتها وتقويض نفوذها في أرجاء عدة من العالم، إذ إن تدخلها في الأزمة السورية جاء بمثابة الخشية من انقطاع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد خسارتها الساحتين الليبية والعراقية. وتتهم دول الاتحاد الأوروبي روسيا بالتآمر عليها، ومحاولة إضعاف أعضاء الاتحاد عبر دعم الجماعات اليمينية المتطرفة، والتدخل في الانتخابات خلال القرصنة الإلكترونية، فيما ترى روسيا وجود تحركات أوروبية لتقسيمها وتحويلها إلى دويلات يسهل السيطرة عليها. ضرب قطاع الطاقة يأتي ذلك، فيما عبّر مراقبون روسيون عن تشاؤمهم من حصول أي حلحلة للقضايا العالقة بين موسكووواشنطن، بعد اللقاء المرتقب بين بوتين وترمب. وأرجع المراقبون هذا التشاؤم إلى الخطوات الاستفزازية التي أصرت على اتخاذها واشنطن ضد روسيا، إذ مدد مجلس الشيوخ الأميركي في الفترة الماضية العقوبات الاقتصادية على موسكو، إلى جانب دعم واشنطن تمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عليها، إزاء القضية الأوكرانية، والتدخل في شبه جزيرة القرم. وتشير التقارير إلى أن هدف العقوبات الأميركية، هو ضرب قطاع الطاقة في روسيا، وتخفيف هيمنة الشركات الروسية المهمينة على كثير من الدول الأوروبية، في وقت دأب الرئيس الأميركي ترمب -منذ الحملات الانتخابية- على التلميح بإمكان إيجاد شراكة ثنائية مع موسكو لمحاربة تنظيم داعش المتشدد في سورية. اختلاف السياسات يأتي ذلك، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في وقت سابق، أن العلاقات الأميركية الروسية في أسوأ حالاتها، خلال السنوات الماضية، الأمر الذي رآه مراقبون أنه مخالف لسياسة ترمب الساعية إلى الانفتاح على روسيا، مشيرين إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين ما تزالان تعملان على النهج القديم المتوارث من إدارة أوباما السابقة. وبحسب التوقعات، فإن قضايا عدة يمكن أن تتصدر لقاء الرئيسين بوتين وترمب في القمة، أبرزها الأزمة السورية واللاجئين، والأزمة الأوكرانية، والسياسة النفطية، وغيرها. والتصقت تهم التقرب من روسيا بالرئيس ترمب منذ بدء الحملات الانتخابية، إذ ما يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، يجري تحقيقاته بشأن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.