فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تواجه تحديات خطيرة بعيدة المدى، ولا يوجد الوقت الكافي للتورط في مواجهات جيوسياسية، أوضحت الخارجية الروسية، أن نقل قاذفات أميركية من طراز «بي-52» إلى أوروبا يمكن أن يزعزع الاستقرار ويضر بالأمن الدولي، في وقت أشارت تقارير روسية في وقت سابق، إلى أن واشنطن تملك معامل لتصنيع الأسلحة الكيماوية في أماكن حيوية بالقرب من الحدود الروسية. من جانبه، هدد السفير الروسي لدى الناتو ألكساندر غروشكو، بالرد على تحركات الحلف العسكرية في منطقة البلطيق وبولندا، واصفا إياها بالمقلقة، متوعدا بالرد عليها بالخطط العسكرية المناسبة. وتجمع نحو أربعة آلاف جندي أول من أمس من 14 دولة أوروبية والولاياتالمتحدة في ميناء «شتشيتسين» على سواحل بحر البلطيق في بولندا، لتنفيذ مناورة البلطيق الدورية، في وقت ينفذ الحلف الأطلسي ودول شريكة له مناورتين عسكريتين، إحداهما في بحر البلطيق في بولندا، والأخرى في رومانيا. وبحسب مراقبين، شهد بحر البلطيق في الآونة الأخيرة عددا من حوادث التقارب بين طائرات وسفن روسيا والناتو. كما اعترضت الطائرات المقاتلة الروسية مرات عدة طائرات استطلاع أميركية في ذات المنطقة، واتهمت واشنطن العسكريين الروس بالتصرفات الخطرة المتعمدة، الأمر الذي ترفضه موسكو وتصر أن تصرفاتها تطابق القانون الدولي. صراع النفوذ يأتي ذلك، في وقت رأى مراقبون أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى ملاحقة النفوذ الروسي على أكثر من جبهة إقليمية ودولية، حيث دعمت واشنطن استمرار العقوبات الدولية على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى زيادة الوجود العسكري الأميركي في الجنوب السوري الذي يتمركز فيه أيضا مقاتلون موالون لإيران وروسيا، فضلا عن التصدي لأي محاولات روسية للتغلغل في الداخل الأوروبي. وكانت القوات الجوية الأميركية قد نقلت عددا من قاذفات القنابل الاستراتيجية «بي-52» من ولاية لويزيانا إلى بريطانيا، حيث تتميز هذه القاذفات بأنها قادرة على حمل رؤوس نووية، للمشاركة في مناورات الناتو بالقرب من الحدود الروسية. في غضون ذلك، عززت روسيا من تواجدها في مياه البحر الأبيض المتوسط في الفترة الماضية، وأرسلت سفنا حربية ليرتفع بذلك عدد السفن الروسية في البحر المتوسط إلى 15 سفينة. وتوقع محللون أن هذا التعزيز العسكري يأتي بعد يوم واحد من قصف موسكو أهدافا تابعة لتنظيم داعش في مدينة تدمر السورية، فضلا عن إمكانية إجراء مناورات عسكرية أخرى قرب السواحل الليبية. شبهات التدخل تحوم حول روسيا شكوكا محتملة حول تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة ودعم دونالد ترمب أمام منافسته آنذاك هيلاري كلينتون، حيث حددت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ خلال بيان لها، أن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI جيمس كومي سيدلي بشهادة علنية أمام الكونجرس الخميس المقبل، بشأن قضية التدخل الروسي في الانتخابات. وأشارت وسائل إعلام أميركية، إلى أن الجلسة ستتطرق إلى أبعاد التواطؤ المحتمل بين فريق ترمب الانتخابي وعدد من الشخصيات الروسية، باعتبار أن كومي أضرف على هذا الموضوع قبل إقالته المفاجئة الشهر الماضي.