دفعت تساؤلات حول تأثير الاستماع إلى الموسيقى على الدماغ وفعالية ذلك في تعليم قواعد النحو واللغة للأطفال، إلى وضع برنامج دراسات عليا في علم الأعصاب في مارسيليا بفرنسا. وكانت رينا جوردون مغنية أوبرا طموحة وخريجة حديثة من الجامعة عندما بدأت تفكر في الأسئلة التي ستحدد معالم مهنتها. وتقول جوردون، «لقد انتقلت إلى إيطاليا عندما أكملت البكالوريوس في الموسيقى، وبدأت بأخذ دروس لغوية أكثر وبالتفكير حول اللغة في الدماغ، والموسيقى في الدماغ. ما الذي يحدث في أدمغتنا عندما كنا نستمع للموسيقى، أو عندما كنا نغني؟ ما الذي يحدث في دماغي عندما أغني؟». رابط الإيقاع والفهم أصبحت جوردون مديرة مختبر الإدراك الموسيقي في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، حيث تقوم بدراسة الروابط بين الإيقاع والقواعد النحوية، وكيف أن للتدريب الموسيقي والإيقاع أن يساعدا الأطفال في النمو اللغوي غير النمطي. وقد قامت سابقا بنشر دراسة تكشف وجود رابط في الأطفال بين مهارات الإيقاع الجيدة والفهم الجيد للقواعد النحوية. واكتشفت أن الأطفال الذين بإمكانهم أن يكتشفوا الفروقات الإيقاعية في الموسيقى لا يواجهون صعوبة في تكوين الجمل مع بعض. تقول جوردون «الأمر المشترك بين الإيقاع والقواعد النحوية هو أن كليهما يتضحان مع مرور الوقت، وتقوم أدمغتنا بتشكيل التوقعات بخصوص ما هو قادم بناء على ما سمعناه للتو». برنامج جيد توضح جوردون التي تخطط وفريقها إلى استعراض بعض النتائج الأولية من دراستهم في مؤتمر حول الموسيقى والصوت والصحة في بوسطن في هذا الصيف، بقولها: «قد يكون هنالك أمر ما بإمكان التدريب الموسيقي أن يقوم به كي يساعد الأطفال في تعزيز عملية التعلم. ربما بإمكاننا أن نعزز من مهاراتهم في الاستيعاب السمعي في الدماغ، أو شيء مرتبط بحساسيتهم الإيقاعية في سماعهم اليومي للغة. لا نعلم حتى الآن، لذلك أمامنا الكثير من التساؤلات التي يجب أن ندرسها. بما أننا لا نزال في المراحل الأولية فإني أعتقد أن الموسيقى ممتعة، وإذا استمتعت الأسر بها فإنها بلا شك برنامج جيد ليتم اتباعه».
الضعف اللغوي
تقول جوردون، إن الأطفال بحلول سن الخامسة يفهمون ويستخدمون الجمل المعقدة بشكل طبيعي. وقد كشفت الدراسات أن حوالي 7% من الأطفال يعانون من ما يسمى بالضعف اللغوي الخاص أو اضطراب النمو اللغوي الذي يعيق مهاراتهم اللغوية، بالرغم من أن مستوى ذكائهم في المستوى العادي، ولا يعانون من التوحد أو مشاكل في السمع. وأنها في مختبرها تقوم بدراسة الأطفال الذين يعانون من خلل لغوي ودارسة الأطفال السليمين، لترى ما إذا كانت إضافة التدريب الموسيقي والإيقاع سيساعدانهم على التعلم. وفي اختبار واحد في الإيقاع، طُلب من الأطفال أن يستمعوا إلى إيقاعات موسيقية مختلفة، وأن يقولوا ما إذا كانت الإيقاعات نفسها أم مختلفة. وفي اختبار آخر يقومون بمحاكاة سلسلة من المقاطع المنطوقة، مع اختلافات في التوقيت والنغمة. وقامت جوردون وفريقها بدعوة الأسر ذات الأطفال الذين ظهرت عليهم نقاط الضعف في هذه الاختبارات، وذلك كي يشاركوا في برنامج تدريبي يسمى ب«MILEStone» أو التأثير الموسيقي على المهارات اللغوية. ومدة البرنامج 5 أشهر، والذي يشمل دروسا أسبوعية في الكمان، ودروسا حركية أسبوعية.
برنامج التدريب مدته 5 أشهر دروس أسبوعية في الكمان دروس حركية أسبوعية استماع الأطفال إلى إيقاعات موسيقية مختلفة محاكاة سلسلة من المقاطع المنطوقة اختلافات في التوقيت والنغمة