رام الله - أ ف ب - تفتح ستارة المسرح على أطفال يوحدهم قميص أبيض اللون، والخلفية لأنغام موسيقية وأغنيات، لكنهم يختلفون في أن نصفهم أطفال مبصرون والنصف الآخر أطفال مكفوفون. تقول ميرنا معروف، وهي مديرة مدرسة تشرف على دمج أطفال مكفوفين من خلال برنامج موسيقي أطلق عليه اسم «ونحن كمان» وقدّم المشاركون فيه حفلة في قصر الثقافة في رام الله، إن «النغم هو الشيء الوحيد الذي لا يتلعثم فيه الإحساس». وتشير معروف إلى أن العرض الموسيقي للمكفوفين هو الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية. وتؤكد أن «البرنامج مخصص لتدريب 56 طفلاً وطفلة من أنحاء الضفة الغربية، لكننا هذا العام اكتفينا ب30 طفلاً وطفلة، كي نتمكن من حصر أخطائنا وتمايزاتنا، لكننا سنعمل على تدريب العدد المقرر الكامل من الأطفال المكفوفين في السنة المقبلة». ويتوزع هؤلاء الأطفال المكفوفون، لتلقي تدريباتهم، على مدرستين، واحدة في مدينة البيرة في الضفة الغربية، وأخرى في مدينة بيت لحم. وتشرح معروف أن هدف البرنامج هو «دمج المكفوفين في المجتمع وتمكينهم من إعلاء أصواتهم والتعبير عن أنفسهم، من خلال الموسيقى» التي يتشاطرونها وأقرانهم المبصرين. ويتدرب الأطفال المكفوفون على أربعة أجهزة خاصة (بنظام «برايل») لتعلّم النوتات الموسيقية، إلى جانب تدريبات إضافية بالاستماع إلى مسجلات خاصة. ويشعر من حضر الحفلة أن لا اختلاف في الأداء الموسيقي بين الأطفال المبصرين والمكفوفين... ولا تظهر الفروقات إلا عندما يتحرك الأطفال على خشبة المسرح، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يظهر فيها الأطفال المكفوفون على المسرح، وتولت فتيات مشرفات مساعدة الأطفال المكفوفين على التنقل بين الآلات الموسيقية التي عزفوا عليها ببراعة تؤكد أهمية فكرة الدمج. وتلفت معروف إلى أن عملية إعداد طلاب الموسيقى المكفوفين استغرقت حوالى سبعة شهور، تمكّنوا خلالها من تعلّم العزف على العود والبيانو والكمان، إضافة إلى مختلف الآلات الإيقاعية. وتأمل أن يتطور هذا العمل، لمصلحة الطلاب المكفوفين، فتقام مدرسة خاصة لتعليم الموسيقى للمكفوفين في الأراضي الفلسطينية.