تتألف فرقة «بركشن شو» المصرية من سبعة عازفي ايقاع محترفين يقدمون مزيجاً من «الطبلة البلدي» و «الكونجا اللاتينية» و «الدرامز»... يعزفون بأيديهم وعصيهم مقطوعات ألّفوها في ورش العمل التي جمعتهم. الأمر لا يحتمل الوقوع في أي خطأ، لأن النتيجة ستكون انهيار العرض برمته على رغم المستوى الاحترافي العالي لمجموعة العازفين حيث ينتمي كل منهم إلى إحدى الفرق التي احتلت مكانة كبيرة في الفترة الأخيرة مثل «وسط البلد» و«افتكاسات» و«صحرا» و«الدور الأول» و«رسالة». ويجيد غالبية العازفين العزف على أكثر من آلة، ومنهم «سيزو» الذي يقول: «كنا نحلم كأصدقاء بتكوين هذه الفرقة، ومنذ أكثر من سنة ونحن نعمل من أجل ظهورها. تبدأ المقطوعة خلال وجودنا مع بعضنا بعضاً، نلعب وفق قواعد الموسيقى، نعثر على قيمة مميزة، نرتجل باستخدام أساليب مختلفة حتى يكون هناك، بداية ووسط ونهاية، وقد تستغرق المقطوعة الموسيقية شهراً من التمرين والابتكار مثل «سامبا» ولولا تفاهمنا لما أنجزنا شيئاً». ويوضح عازف الدرامز أحمد هشام الذي قدم عزفاً منفرداً في احتفالات عدّة: «تستند عادة فرق الموسيقى المودرن إلى إيقاعات الدرامز بثرائها ويعتمد الشرقي على الدف والطبلة، لكن في «بركشن شو» نقدم مزيجاً من كل الألوان الموسيقية، نتمرن كثيراً على كل مقطوعة ونتغلب على عدم وجود آلات موسيقية، بمحاولة عمل نغمات، تعطي زخماً ومعنى للإيقاعات. والمميز في الفرقة المصرية أن أعضاءها لا يتنافسون على الشهرة، بل يعملون على توصيل أفكارهم الموسيقية الى الجمهور عبر ايقاعات تحفز المشاهد على التفكير والرقص في آن معاً. يقول أحد أعضاء الفريق: «ما يجعل عملنا سهلاً إلى حد ما، وجود لغة ومفردات وإشارات، نتفاهم بها سواء خلال ورش العمل أو على المسرح. لا يوجد قائد للفرقة وكل عازف يقدم «صولو» تكون أعيننا عليه حتى نستلم منه ونواصل للعزف». ويشير محمد يوسف الى أن عازفي الإيقاعات في أي فرقة يُعرفون بصفتهم المجانين القابعين في الخلفية، بينما هم يقودون العمل الموسيقي. درّب الموسيقيون السبعة، 70 طفلاً في حي الدرب الأحمر الشعبي في القاهرة على الإيقاعات وقدم 16 منهم عرضاً، قدّموا فيه مهاراتهم من خلال ثلاث مقطوعات وعلى مختلف الآلات مثل الطبلة والدف والكاخون، بتوجيه بسيط كتذكيرهم بالايقاعات من طريق الصياح، بأرقام الايقاعات. وتقول مريم (7 سنوات): «أحب الطبلة لأنها صغيرة ويمكنني التحكم بها، أشارك في المشروع منذ العام الماضي ووصلت إلى التصفية النهائية وأفكر في الاستمرار والاحتراف». وتخلل العرض جانب استعراضي مع حركة أيدي العازفين وتوافقها واللعب عليها بألوان الإضاءة، ما أضفى متعة بصرية وإبهاراً على عرض الآلات الإيقاعية، الذي يعد الأول من نوعه والذي جاء في افتتاح الموسم الصيفي لمسرح الجنينة الذي تشرف عليه مؤسسة المورد الثقافي.