لم تكن مكةالمكرمة، خصوصا منطقة الحرم والمشاعر المقدسة، في منأى عن جرائم الإرهابيين التي سجلت في العقود الماضية، فنجاح قوات الأمن في المملكة التي أحبطت فجر الجمعة مخططا إرهابيا كان يستهدف أمن المسجد الحرام، عادت بالذاكرة إلى سيناريوهات عمليات إرهابية تم إحباطها، بالحصار ثم تفجير الإرهابيين أنفسهم، فيما كان القاسم المشترك الآخر في نجاح عمليات الإحباط هو القبض على المطلوبين بالتزامن في كل من مكةوجدة. مخطط 2016 بعد أن خطط للعملية الإرهابية الأخيرة مجموعة تمركزت في 3 مواقع، إحداها في محافظة جدة، والآخريان في مكةالمكرمة، نجحت قوات الأمن في إحباط مخطط مماثل في مايو 2016 بوادي نعمان بالتزامن مع إحباط خلية أخرى تمركزت في جدة، وكانت عمليات تربص الإرهابيين بقبلة المسلمين وهم يحملون في عقولهم أحقادا وأفكارا تكفيرية لتحويل أنفسهم وغيرهم إلى انتحاريين وقنابل موقوتة. وادي نعمان باغتت قوات الأمن السعودية، صباح الخامس من مايو 2016 ، وكرا لخلية إرهابية في منطقة وادي نعمان الواقعة بين مكةالمكرمة والطائف، وأحبطت عملا إرهابيا وشيكا، ما أسفر عن مقتل 4 إرهابيين حاصرتهم القوات الأمنية وطوقت الموقع، وقتل اثنان منهم، وفجر آخران نفسيهما بأحزمتهما الناسفة. خلية جدة تزامنت عملية القوات الأمنية في وادي نعمان مع أخرى في جدة، إذ دهمت السلطات الأمنية موقعا بالمحافظة، كان الإرهابيون يتخذونه وكرا لهم ولإدارة أنشطتهم الإرهابية، ما أسفر عن القبض على شخصين، ومساء اليوم ذاته تعرض العريف خلف لافي الحارثي لإطلاق نار من مصدر مجهول وهو يؤدي مهامه في مركز شرطة القريع بمنطقة مكةالمكرمة، مما أدى إلى استشهاده. حي الخالدية خلية وادي نعمان لم تكن الأولى التي تحاول هتك حرمة البلد الحرام، إذ بدأ سجل جرائم الإرهابيين في مكةالمكرمة، في 14 يونيو 2003 ، عند دهم شقة سكنية في حي الخالدية، كانت تستخدم وكرا ومخبأ لمجموعة من الإرهابيين الذين كانوا يتهيؤون للقيام بعمل إرهابي. ونتج عما عرف بمجموعة شقة الخالدية، اعتقال 12 شخصا، بينهم 7 سعوديين و 3 تشاديين، ومصري، وشخص مجهول الهوية، إضافة إلى قتل 5 آخرين، واستشهاد اثنين من رجال الأمن، وأصابة 5 آخرين، وعدد من المدنيين. وخلال تفتيش الشقة عثر على 72 قنبلة أنبوبية مصنعة يدويا، وعدد من المصاحف المفخخة، ورشاشات ومسدسات وذخائر حية وسواطير ومواد كيماوية. 22 يونيو 2003 أعلنت السلطات الأمنية السعودية العثور على 143 رشاشا في منزل القريبة من مكة « الزيمة » بقرية المكرمة، إضافة إلى ضبط كميات من الطلقات النارية والرشاشات في أسفل جبل النور بمكةالمكرمة. 3 نوفمبر 2003 وزارة الداخلية تعلن اكتشافها موقعين في حي الشرائع بمكةالمكرمة يستخدمهما عدد من المطلوبين، وخلال الدهم قتل 2 من المطلوبين، أحدهما يدعى محمد سليمان الجهني. 6 نوفمبر 2003 في مطاردة أخرى في حي الشرائع بمكةالمكرمة، قاوم فيها مطلوبان رجال الأمن، واستخدما في ذلك « متعب المحياني، سامي اللهيبي » قنابل، وفجرا نفسيهما خلال المطاردة. وضمت خلية الخالدية لاحقا 88 متهما، دِين منهم 20 بإطلاق النار على رجال الأمن خلال مواجهة أمنية في مكة، وحكم على المصري محمد فتحي عبدالعاطي بالقتل تعزيرا مع رفيقه التشادي مصطفى محمد الطاهر، ونفذ فيهما الحكم مطلع عام 2016 ضمن 47 دِينوا بتهم إرهابية. حادث جهيمان بالعودة إلى ذاكرة الإرهاب في السعودية، يمكن اعتبار ما حدث / 1/ 1» في الحرم المكي الشريف مع الساعات الأولى لبداية عام التي وافقت 20 نوفمبر 1979 كباكورة الأعمال الإرهابية «1400 في السعودية، حين اقتحم 300 إرهابي بقيادة جهيمان الحرم، وأغلقوا أبوابه وقتلوا العشرات من المسلمين في مواقع متفرقة منه في اليوم الأول، واستمر حصارهم 15 يوما، وقتلوا خلال هذه الفترة العشرات من رجال الأمن والمظليين، وانتهت العملية بالقبض على قائدهم وبقية العناصر الإرهابية، ونفذ في جهيمان و 62 معه حكم الإعدام.