فيما أكد الجيش الليبي أنه تم التوصل إلى وثائق جديدة تثبت تورط قطر في تدمير ليبيا، وثقت إحدى حلقات برنامج يعرض بقناة الجزيرة، تنكر يوسف القرضاوي لفتواه السابقة بقتل القذافي. لم يكن محتوى وأسلوب عرض كثير من حلقات برنامج الشريعة والحياة، والذي يعرض على قناة الجزيرة القطرية، سوى غيض من فيض في أساليب الكذب والخداع وقلب الحقائق، برعاية المفتي الرسمي للحكومة القطرية، يوسف القرضاوي. ففي حلقة بعنوان «عصمة الدماء في الإسلام» أنكر القرضاوي إباحته قتل معمر القذافي وبشار الأسد، وهو الذي أجاب سابقا عن حكم من قاتل مع السلطان من العلماء والمدنيين فقال: «نقاتل كل من قاتل مع السلطان عالما أو جاهلا أو مدنيا أو عسكريا»، وهو الذي أفتى الضباط والجنود بإطلاق رصاصة على القذافي. استنكار على الحكم الطويل تدليس القرضاوي وقلبه الحقائق لم يقتصر فقط على محيط الدول العربية، وتأجيجه ثوراتها، بل وصل في تعديه إلى أزمنة الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، الذين حكم بعضهم 10 سنين و 12 سنة، مستنكرا أن يبقى الحاكم 10 سنين، ومستنكرا «كيف يحكم بشار وهو طبيب؟»، متناسيا أن النبي زكريا -عليه السلام- كان نجارا، وأن دين الإسلام لم يحدد التخصص المهني في تولي الحكم. وفي هذا السياق، تستعرض «الوطن» عبارات القرضاوي، وأبرز النقاط المثارة في الحلقة والمعروضة على موقع قناة الجزيرة بتاريخ 5 /3 /2013، مع تفنيد شيخ مسجد الأقصى صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة، ومحاجته له على جميع ما ذكر، في تسجيل خاص معروض في قناته الخاصة على «يوتيوب». انتقاد المواقف سؤال المذيع: بعض المنتسبين إلى أهل العلم انتقدوا موقفكم في قتال القذافي وبشار الأسد الآن، واعتبروا أن هذا يستبيح دماء إسلامية. يوسف القرضاوي: «أنا متى أبحت قتال هؤلاء، القذافي وبشار الأسد وأمثالهما، كل هؤلاء لم تأت بهم الانتخابات، إنما الشعوب قامت بثورات ضدهم بعدما حكموا البلاد أكثر من 10 سنين أو 20 سنة»، وأضاف «منذ متى والنظام الجمهوري يحكم أبد الدهر، ممكن يحكم 5 أو 10 سنوات لأن الأصل لا يزيد على 10 أو 12 عاما، أما أن يأتي الواحد ويظل 10، و20 و30 زي حسني مبارك و40 مثل القذافي وأكثر من 40 مثل حافظ الأسد، والذي أتى بابنه الطبيب لحكم البلد ما فيش، وكأن البلد ليس فيها أحدا إلا هم؟». تعليق صلاح الدين أبو عرفة لم أجد في القرآن كله آية أجمع بالوعيد من آية سورة النساء، لمن يقتل مؤمنا متعمدا، قال تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما». وقال القرضاوي: «من حج متطوعا فليأت بماله للثوار، وليمدهم بالسلاح» فذلك ليقتلوا من؟ الدولة العبرية؟ أم ليستردوا الأندلس ونقتل من ليس لدمه عصمة؟. مقاتلة كل من يقف مع السلطان 1. أشار أبو عرفة إلى أن القرضاوي هو بنفسه من طالب بمقاتلة كل من يقف مع السلطان، سواء عالما أو جاهلا أو مدنيا أو عسكريا، وهو من دعا إلى تزويد الثوار في مناطق الصراع بالمال والسلاح. 2. بين أبو عرفة أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة باشرالانقلاب على والده للوصول إلى الحكم، والقرضاوي يتجاهل ذلك. 3. قال القرضاوي بنفسه بعد مقتل القذاقي: «هذا مسلم لا تمثلوا بجثته» فكيف تبيح دمه من الأساس؟. 4. وتساءل أبو عرفة قائلا: «من قال لك أساسا أننا ندين بالجمهوريات؟ فالمسلمون يدينون لله بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعمر بن الخطاب الذي حكم المسلمين 10 أعوام، وعثمان بن عفان الذي حكمهم 12 عاما ثم قتله «الثوار»، ومعاوية بن أبي سفيان الذي حكم 20 عاما رضي الله عنهم جمعيا»، وأنت تعترض على حكم السلطان 10 سنوات، بمعنى أنك تعترض على حكم عمر وعثمان وبقية الصحابة. 5. لا وجود للجمهوريات في كتاب الله تعالى، إذ تقول الآيات الكريمة: «وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء».. «وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء». وقال تعالى: «اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معهم يسبحن بالعشي والإشراق، والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب». 6. استغرب أبو عرفة استنكار القرضاوي على حكم بشار، كونه طبيباً، فهل يستنكر على النبي زكريا عليه السلام الذي كان نجارا؟، إضافة إلى أن الأنبياء كانوا رعاة غنم. الخوف من الاقتتال سؤال آخر للمذيع: مولانا، لكن البعض يرى أنه يجب الصبر في مواجهة هؤلاء الحكام الظلمة، لاعتبارات الخوف من الاقتتال بين المسلمين صيانة للدماء. يوسف القرضاوي: «هذه الأفكار انتهت، هذا أقره بعض الناس، فأسر مثل القذافي والأسد حكموا البلاد 40 و50 سنة، وأصبح الناس تحت أيديهم، أي عاقل في الدنيا، أي دين، أي شرع، أي أخلاق تقول للناس اصبروا على هذا الظلم؟«. تعليق صلاح الدين أبو عرفة يعدّ القرضاوي السنة النبوية»أفكارا انتهت«، فقد قال صلى الله عليه وسلم:»ستكون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض«. وقال عليه السلام:»لا تسبوا أمراءكم«. وعن عبادة ابن الصامت، قال له صلى الله عليه وسلم:»عليك بالسمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وأثرة عليك«. وتساءل أبو عرفة قائلا:»ماذا لدى القرضاوي من مدة الصبر على الوالي، وهل حددها له الله عز وجل أو رسوله؟».