أكد البيان المشترك بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق على ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي، وتكثيف العمل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، مشددا على أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص. يأتي ذلك فيما عقد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، جلسة مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء العراقي حيد العبادي، وذلك في ختام زيارته للمملكة التي بدأها أول من أمس. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد عقد اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أول من أمس، كما عقد العبادي جلسة مباحثات أول من أمس، مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. روابط الأخوة حسب البيان المشترك فقد نوه الجانبان في جلستي المباحثات بما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من روابط الدين والأخوة، وعبر الطرفان عن سعادتهما بما سجلته السعودية والعراق من نقلة نوعية في العلاقات بينهما، وتطويرها إلى آفاق تعود بالخير والمنفعة لكلا البلدين، كما شدد البلدان على حرصهما على السلم والأمن في المنطقة. وقال البيان إنه في إطار الروح البناءة التي سادت المباحثات بين الجانبين تمت مناقشة الأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، وتم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وأكد الجانبان على أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص، كما عبر البلدان عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين، مشددين على إدانتهما لكافة الأعمال التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة. تأسيس مجلس تنسيقي أضاف البيان أنه حرصا على الأخذ بكل ما من شأنه توطيد علاقاتهما، اتفق البلدان على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي المأمول، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، وتنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة. وأشار البيان إلى ما عبر عنه رئيس مجلس الوزراء العراقي من تقدير حكومة العراق للسعودية على ما أبدته من دعم للجهود المبذولة في إعادة إعمار بلاده، مثنيا على ما تقوم به حكومة المملكة من رعاية للحرمين الشريفين وخدمة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار. ترحيب عراقي فيما رحبت أوساط سياسية بنتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى السعودية، قال حيدر العبادي في تغريدة تداولتها وسائل إعلام محلية أمس «اجتماع ممتاز مع مضيفنا الكريم الملك سلمان لوضع خارطة طريق لعلاقات قوية ومزدهرة بين العراق والمملكة العربية السعودية». وشددت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان على أهمية توفير الدعم السياسي لتحقيق المزيد من التقارب العراقي السعودي، وقال عضو اللجنة عن الكتلة الوطنية النائب حسن الطائي ل«الوطن» إن تعزيز العلاقات السعودية العراقية وتطويرها يحتاج إلى دعم سياسي من خلال بلورة موقف بين القوى المشاركة في الحكومة لتحقيق المزيد من التقارب بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة وفي مقدمتها التعاون الأمني للحد من نشاط الجماعات الإرهابية لضمان استقرار امن المنطقة.