حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد حفظهم الله -لا تألو جهدا ولا تدخر وسعا في تحقيق الحياة الكريمة لمواطنيها، موفرة كافة المقومات، ومذللة كل الصعاب ليتمتع المواطن السعودي برغد العيش ورفله في نعمة الأمن والاستقرار في عالم يضج بالفوضى ويغرق في بحر لجي من القلاقل والاضطرابات والحروب والثورات. فالسياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة داخليا وخارجيا مكنت مملكتنا الحبيبة من التميز بالأمن والاستقرار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا وتعليميا. فإن مرد ذلك إلى استمساكها بالعروة الوثقى واتخاذها من الإسلام شريعة ومنهاجا ونظام حياة تنتظم فيه كافة مناحي وجوانب الحياة الإنسانية من خلال تحديد الواجبات والحقوق للحاكم والمحكوم. ولم تنكفئ دولتنا على نفسها ويقتصر اهتمامها ودفاعها ورعايتها على شعبها، بل ذهبت لما هو أبعد من ذلك، إذ ظلت وخلال ثمانية عقود من الزمن تناصر الإسلام والمسلمين وتدعم قضاياهم في كافة المحافل والمنظمات الدولية، وتمد يد العون والمساعدة للمستضعفين في بقاع المعمورة؛ تنصر المظلومين، وتغيث المستغيثين، وتضرب على يد الظالم تحقيقا لشريعة العدل والمساواة التي لا تستقيم الحياة الإنسانية بدونها. ولم تستأثر بالنعم والثروات والخيرات التي حباها الله بها وتجعلها حكرا على الشعب السعودي. فما من دولة ولا شعب إلا وامتدت إليها يد الإحسان والكرم والغوث السعودي، حتى في أوقات شدتها وتكالب الأعداء حولها لم تنس واجبها ومسؤوليتها تجاه نصرة الشعوب المغلوبة على أمرها، وليس أدل على ذلك من الأزمة الاقتصادية العالمية وتذبذب أسعار البترول ومشتقاته وارتفاع كلفة إنتاجه وتصديره للخارج في ظل الأوضاع المضطربة في المنافذ البحرية وتنامي أعداد السكان السعوديين وضخامة متطلباتهم واحتياجاتهم المعيشية والخدمية، هبت حكومتنا الرشيدة لنصرة الشعب السوري ودعم قضاياه بكل الأشكال ماليا وسياسيا وصحيا وتعليميا وإغاثيا وأمنيا، وذهبت لما هو أكثر من ذلك بالتصدي عسكريا للتمدد الإيراني الفارسي ونهمه في ابتلاع البلدان العربية الواحدة تلو الأخرى كالعراق وسورية ولبنان، وصولا إلى دولة الجوار اليمن الشقيقة التي تآمر عليها الخونة من أتباع المخلوع صالح ومرتزقة عبدالملك الحوثي وعصاباتهم التي انقلبت على الشرعية، وتواطأت مع إيران الفارسية لتسليمها أرض اليمن لقمة سائغة.. وهيهات هيهات لما يوعدون وسلمان الحزم والعزم على سدة الحكم والقيادة العربية والإسلامية، وحين مكروا مكرهم وبيتوا أمرهم بليل لاحتلال اليمن أتاهم سلمان بخيل ورجل مقاتلاته وجيوشه الجرارة، داكا حصونهم ومقتلعا جذورهم ورادا كيدهم إلى نحورهم، في ذلك الوقت العصيب الذي تمر به الأمتان العربية والإسلامية كان لسلمان كلمة أخرى وموقف بطولي أعاد للعرب والمسلمين هيبتهم، وأماط اللثام عن التحالف العربي، وأفصح عن قواته القادرة على ردع المعتدي وإعادة الحق إلى نصابه. فرغم الكلفة الباهظة والثمن الكبير والتبعات الجسام لعاصفة الحزم وقيادة التحالف ماليا وبشريا وسياسيا وأمنيا. قرر سلمان الحكيم وقف بعض الامتيازات والبدلات والعلاوات وكأني به حفظه الله يربينا ويضعنا على المحك ويختبرنا في صدقية ولائنا وانتمائنا، وحين وجد من الشعب ما أقر عينه وأثلج صدره من صبر واحتساب والتفاف صادق حول قادته ووقوفه سدا منيعا أمام دعوات الحاقدين والحاسدين والمتربصين شرا بنا، كافأنا حفظه الله بإعادة كافة البدلات والمزايا التي كنا نتمتع بها إلى سابق عهدها. ليقول لنا شكرا وضعتم على المحك فكنتم عند حسن الظن، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.