أحمد ضعافي إن حلم حكومتنا الرشيدة لا ينفد، وحكمتها لا تستفز، وأناتها لا تستبق بقول أو فعل، ما لم يشكل ذلك خطرا على أمنها، أو انتهاكا لحدودها، واستباحة لحرمة مقدساتها؛ دأب الحوثيون على استفزاز حرس حدودنا بإصابة بعضهم، وقتل البعض الآخر، والاجتراء على التسلل إلى قرانا الحدودية، وإرهاب ساكنيها، وجاراهم الرئيس المخلوع في الانقلاب على الشرعية، وتواطأ معهم بتسليم مفاصل الدولة اليمنية، ومكنهم من الاستيلاء على القواعد والثكنات العسكرية، وتسليمهم أسلحة الجيش اليمني، ومكنهم من السيطرة على محافظة عمران وبقية المحافظات اليمنية بتخاذل سافر من الحرس الجمهوري وترويج من أبواق إعلام حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه المخلوع وكبار جنرالاته ومفكريه، وظنوا أنهم نجحوا في السيطرة على اليمن الشقيق، وإخماد جذوة الثورة الشعبية التي أطاحت بالمخلوع الخائن في تحد للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، بل والإمعان في ترويع الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي، وإخضاعه للإقامة الجبرية، وأسر وزير الدفاع الأصبحي، وحين توهم أعداؤنا بأنهم قادرون على ذلك، صار حلم السعودية بركانا ثائرا، وحكمتها حزما، وأناتها عزما وسبقا بالضرب على يد المعتدي. فكانت عاصفة الحزم سفعا لناصية الطامعين والحاقدين، وكبحا لجماح أطماعهم في أرضنا الطاهرة، وتبديدا لحلم إيران الفارسية في ابتلاع البلدان العربية الواحدة تلو الأخرى. أتى ملك الحزم والعزم والحكمة سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- رافعا راية الوحدة العربية والإسلامية ولامّا شمل العرب، موحدا صفهم للتصدي للعدوان الفارسي، وضاربا بيد من حديد على الخونة والمرتزقة باعة الأرض والعرض بثمن بخس. فكان التحالف العربي نتاجا مباركا وقرارا طاهرا مطهرا للأرض العربية من الرجس الإيراني، وفي 26 مارس 2015 انبرى سلمان بحكمة وإقدام شاهرا سيفه البتار في وجه العدى مقطعا أوصال حلم إيران المجوسية في استعادة أمجاد فارس البائدة، داكا حصونهم في صعدة ومقتلعا جذور أحفادهم الحوثيين في حربهم بالوكالة بالتواطؤ مع الخائن المخلوع علي عبدالله صالح، وانطلقت شرارة عاصفة الحزم بأسراب من المقاتلات الحربية تجوب أجواء اليمن، وتدك المواقع العسكرية، ومستودعات الذخيرة والصواريخ البالستية، وشل قدرات جيش صالح الجوية والبحرية والبرية. والتمكين لاحقا للجيش الشعبي والمقاومة اليمنية من تحرير عدن العاصمة المؤقتة التي لجأ إليها الرئيس المنتخب. وحين لم يجد بداً من الاستغاثة بالملك سلمان واستنصاره في إعادة الحق إلى نصابه وإخضاع الانقلابيين لمنطق العقل والمنطق بقوة السلاح. وبدأ زحف المقاومة الشعبية يتوسع شيئا فشيئا، ويحرر المحافظات اليمنية تباعا الواحدة تلو الأخرى. وبعد مضي سنتين على عاصفة الحزم صار تحالف العزة والنصرة العربية على مشارف صنعاء آخر معاقل الخونة والمرتزقة، وتلكم هي مقاتلات التحالف العربي تجوب أجواء اليمن الشقيقة صابّة جام غضبها على مواقع المرتزقة الحوثيين والخونة من أتباع المخلوع محيلة أطماعهم إلى لظى نزاعة للشوى، تحرقهم في عقر جحورهم وأعماق كهوفهم. وها هى الشرعية تبسط نفوذها على أكثر من 80% من أراضي اليمن الشقيق، ويتمدد نفوذها مع كل إشراقة لشمس الحق ونوره المبين، مزهقا باطل التآمر والخيانة. أتاهم سلمان بعاصفة الحزم من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم هلعا وخورا وانكسارا. لقد أسقط في أيدي ملالي طهران، وكسرت شوكتهم، وتبدد حلمهم المأفون في احتلال اليمن وإلحاقها بلبنان وسورية والعراق. وها هم يضربون كفا بكف حسرة وتندما على تلاشي حلمهم واندحار تطلعاتهم التي انقلبت عليهم بهزائم متلاحقة وانكسارات ماحقة لم تبق ولم تذر لهم حلما منشودا ولا أملا مرتجى. طفقوا يخسفون عليهم من أوراق مخططاتهم واحتراقها كهشيم تذروه رياح عاصفة الحزم المباركة. نحن على موعد ليس ببعيد أوانه نفرح فيه بعودة الشرعية في اليمن، وانكسار وخذلان الحوثيين والمخلوع.