في خطوة مبدعة، أظهرت المصورة الفوتوغرافية أمنه عبيري سويد قدرة فائقة على تجسيد التراث الجيزاني عبر عدستها، وذلك من خلال مشاركتها في فعاليات "يوم التأسيس"، التي أقيمت في النادي الأدبي بمنطقة جازان. وقد اختارت أمنة سويد أن تبرز في صورها تفاصيل دقيقة للتراث الشعبي الجيزاني، مما أسهم في توثيق جزء من هوية المنطقة في هذا اليوم التاريخي الذي يخلّد تأسيس المملكة العربية السعودية. فن التصوير الفوتوغرافي كأداة للحفاظ على التراث كانت فكرة المصورة الرئيسية هي تجسيد التراث الجيزاني من خلال فن التصوير الفوتوغرافي ليس فقط كوسيلة لجذب الانتباه، ولكن كأداة قوية لنقل رسالة ثقافية حية حول مكونات الهوية الجيزانية. باستخدام عدستها، واستطاعت أن تأخذ الزوار في رحلة بصرية عبر الزمن، حيث أظهرت كل تفاصيل الحياة التقليدية في جازان؛ من الملابس الفلكلورية الرائعة إلى الأدوات والمشغولات اليدوية التي تتميز بها المنطقة. التفاصيل الثقافية في الصور ركزت المصورة في صورها على عدة عناصر رئيسية تميز التراث الجيزاني: وهي الملابس التقليدية: صورت سويد الملابس الجيزانية الشهيرة مثل "الدرعة" و"المنديل" وهي اللباس النسائي الجيزاني التقليدي، الذي يشتمل على الدرعة المطرزة والمزينة بالزخارف المحلية. و كانت الصور تنبض بالحياة، حيث أخذت في الصورة الزينة الجيزانية وهي العضية الجيزانية المعروفة ب"الولبة " التي تقوم بها إحدى المختصات بوضع مسحوق مادة الطيب بعد تقسيم شعر الرأس إلى جزأين فيما يعرف ب"فرقة الشعر" وتضفيره، ومن ثم وضع مسحوق الطيب المكون من "المحلب والزر والهيل والجوزاء" . كما نقلت للمشاهد تفاصيل دقيقّة عن كيفية ارتداء هذه الملابس في الاحتفالات والمناسبات، خاصة في يوم التأسيس. وكذلك الأدوات التقليدية: قامت بتوثيق بعض الأدوات التقليدية التي استخدمها السكان في حياتهم اليومية، وهو الخوص وتعدد استخدامه وبعض الاواني الفخارية . و كانت هذه الأدوات تُمثل جزءًا أصيلًا من التراث الجيزاني، مما جعل الصورة تأخذ طابعًا تاريخيًا ملموسًا. و من خلال عدسة كاميرتها، استطاعت المصورة أن تلتقط لقطاتٍ تعكس الماضي بكل تفاصيله وتعيد إحيائه في زمننا الحاضر. فهي لم تكتفِ فقط بالتركيز على الأزياء والمهرجانات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك في توثيق تفاصيل الحياة اليومية التي كانت جزءًا من التراث الشعبي الجيزاني، بما في ذلك طقوس العادات والتقاليد التي ورثها الأجيال عن أسلافهم. و ذكرت المصورة أمنه سويد أن التصوير الفوتوغرافي قد أصبح من الوسائل المؤثرة في إيصال الرسائل الثقافية، و التأثير البصري والإعلامي و أن استخدامي هذه الوسيلة بشكل فعّال لإبراز التراث الجيزاني على مستوى المملكة وفي العالم. و الصور التي التقطها في فعاليات "يوم التأسيس" ليست مجرد لقطات عابرة، بل هي وثائق حية تسهم في الحفاظ على التراث السعودي، كما تعكس الاهتمام المتزايد من قبل الجيل الجديد بالحفاظ على الموروث الثقافي في ظل التطور الكبير الذي تشهده المملكة.