يقال إن طائر الفينيق الأسطوري، عندما يحين وقت موته يحترق ثم يتحول إلى رماد ليعود بعدها ويُخلق من جديد من رماده. ويبدو أن قلبي يشبه هذا الطائر الأسطوري كثيرا. فلطالما احترق مرات ومرات حتى غدا رمادا، وشعرت باحتراقه بين أضلعي، ولطالما حاولت إطفاء تلك النيران بأدمعي، ولكن كانت عملية الاحتراق تلك أكبر من أن تستطيع دموعي إطفاءها، وكانت حتمية للانتهاء من حالة الألم والعذاب التي كنت أعيشها وقتها. وكنت أقاسي آلام الموت في قلبي وروحي بشدة، لدرجة أني كنت أظنها المرة الأخيرة لهذا القلب في الحياة. ولكن ما إن تنتهي عملية الاحتراق هذه، حتى يُخلق لي قلب جديد من رماد قلبي السابق. نعم، لطالما احترق قلبي ومات واستحال رمادا، ثم خُلق لي من رماد قلبي السابق قلبٌ جديد مفعمٌ بالحب والحياة والحلم. ربما لأن قلبي يظل يستحق على الدوام حياة أفضل من سابقتها، مهما احترق بالحزن والخذلان والفشل وخيبة الأمل. يظل قلبي طفولي النبض، تواقا إلى الفرح والسعادة، متطلعا إلى حياة جميلة وحقيقية تليق بنبضاته الطاهرة البريئة والصادقة. إنه يكافأ على صبره على آلام احتراقه في المرة السابقة، بقلب جديد حتى يستطيع الوصول إلى الحياة المنشودة والجميلة التي يتطلع إليها منذ خُلق. إنه قلبي الذي لا يشبهه قلب آخر في هذا الكون. أقولها وبكل ثقة.