رفضت الحكومة اليمنية قرار جماعة الحوثيين بتشكيل هيئة إفتاء جديدة، وكشف مستشار رئيس الجمهورية، محمد موسى العامري، في تصريح إلى «الوطن»، أنهم سيناهضون القرار بكل قوة، مشيرا إلى أن إصدار القرار بهذه الصورة المخالفة للقانون، هو جزء من سلسلة الإجراءات الانقلابية التي جاء بها الانقلابيون الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعني إصدار فتاوى جديدة لاستباحة دم اليمنيين، وأضاف أن الذين تم تعيينهم في هذه الهيئة، هم مجموعة لا تمت إلى العلم الشرعي بأي صلة، وعبارة عن شخصيات مسيّسة، يراد منها خدمة مصالح الانقلابيين. ومن الملاحظ أنهم جميعا من الشخصيات المهزوزة التي يسهل التأثير عليها وتسييرها، وتوجيهها لخدمة الأهداف المحدّدة، إذ تضم الهيئة أشخاصا ليست لهم سابق صلة بالعلم الشرعي، ولا يحملون مؤهلات تمكّنهم من تقديم فتاوى صحيحة. مخطط مخادع أضاف المستشار الرئاسي «بعد انكشاف مشروع الحوثيين التخريبي، وتأكُّد اليمنيين من أنه بعيد كل البعد عن الدين، لم تجد الجماعة سوى المسارعة إلى إصدار هذا القرار، لإيجاد جهة تقوم بإصدار فتاوى دينية لهم، تمكّنهم من تمرير مخططاتهم الشريرة وعمالتهم لإيران، لا سيما بعد انفضاض مشايخ القبائل عنهم، ورفضهم قتال أبنائهم إلى جانب الميليشيات، وانحيازهم إلى صفوف الشرعية. لذلك بحثوا عن طريقة يستطيعون بها إقناع الشباب بالانضمام إلى صفوفهم والقتال معهم، ولم يجدوا غير الاستعانة بشخصيات تتلبس رداء الدين، وتنفذ لهم توجيهاتهم، لخداع البسطاء من المواطنين والتغرير بهم. وتابع «مما يكشف زيف هذه الميليشيات وخداعها أن كل من استعانوا بهم في هذه الهيئة هم ممن يطلق عليهم أبناء العائلات الهاشمية، لخداع المواطنين بأن ما ينطق به هؤلاء هو العلم الشرعي، لادعائهم أن العلم يورث ولا يكتسب عن طريق الجد والاجتهاد، وهذه مفاهيم فاسدة وقناعات غير صحيحة». إسقاط السلطة الدينية كشف العامري أن خطوة تعيين هيئة جديدة للإفتاء، يراد منها في الأساس إسقاط مفتي الجمهورية اليمنية الرسمي، محمد بن إسماعيل العمراني، ومما يدل على ذلك المسمى الذي وضع لها، وهو «دار الافتاء في الديار اليمنية»، وليس «دار الإفتاء في الجمهورية اليمنية«، وهذا مؤشر واضح بعدم اعترافهم بقيم الجمهورية، وإصرارهم على معتقد الإمامة، والمفتي الذي أتوا به، وهو شمس الدين محمد شرف الدين، يعد أحد المنظّرين للحوثيين، فقد تلقى تعليمه في الحوزات الإيرانية، وترأس سابقا ما يسمى»رابطة علماء اليمن» التي شكلها الحوثيون عقب الانقلاب، بديلا عن هيئة علماء اليمن. وأضاف، أن من الأهداف التي يرمي الحوثيون إلى تحقيقها من وراء هذه الهيئة، الاستيلاء على أموال اليمنيين، والتدخل في شؤون التعليم، وفرض المذهب الشيعي على أبناء اليمن ونشره وسط الشعب، وإسقاط علماء الشريعة في اليمن، وهذه كلها أهداف لتنفيذ سياسة إيرانية مرسومة بدقة منذ فترة طويلة.