أشار تقرير أصدره منتدى فكرة التابع لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أن العلاقات السعودية الأميركية ستشهد خلال الفترة المقبلة ازدهارا كبيرا، مضيفا أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة، ولقاءه الرئيس دونالد ترمب تكللت بنجاح كبير. ووصف التقرير الذي أعده الباحث ناثان فيلد الزيارة بأنها «نقطة تحول تاريخية في علاقات البلدين»، مؤكدا وجود اتفاق تام في كافة القضايا التي تناولتها الزيارة في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية. وأضاف أن التفاؤل الذي يسود قيادتي البلدين حول مستقبل العلاقات حقيقي. مكانة رائدة قال التقرير «يدرك الرئيس ترامب أن المملكة هي البلد الأهم بين الدول العربية في الشرق الأوسط. ويُعزى ذلك جزئيا إلى دورها كمصدّر للنفط ونفوذها الذي يؤثر على الاقتصاد العالمي. ويعود السبب في ذلك أيضا إلى هيبتها الدينية وتأثيرها نظرا إلى أنها تضم الأراضي المقدسة للمسلمين، ما يجعلها قائدة للعالم الإسلامي، بحكم الأمر الواقع. فضلا عن ذلك، وفي منطقة تهيمن عليها حروب أهلية واضطرابات، يمكن الوثوق بتعاون المملكة مع الولاياتالمتحدة إلى أقصى الحدود». وأضاف «رغم البرود الذي شاب علاقات البلدين في بعض الأوقات خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن موقف الرئيس ترمب يؤكد أن الولاياتالمتحدة على استعداد تام للحصول على تعاون أكبر بكثير في مسائل أساسية تعتبرها مهمة». مجالات التعاون أشار التقرير إلى أن الطرفين يرغبان في زيادة التعاون الاقتصادي بينهما. وتابع «يعتبر التعاون في هذا المجال فرصة لتحقيق نمو حقيقي بين البلدين. وتعد خطة «رؤية 2030» الشغل الشاغل للحكومة السعودية على المستوى المحلي، وهي مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الطموحة التي تهدف إلى تحديث الاقتصاد، وخفض معدل البطالة، وبلوغ درجة معقولة من التنوّع بعيدا عن الاعتماد على النفط. ونجاح السعودية في تنفيذ أجندة الإصلاح مساهمة في قوى الاعتدال وفي هيبة حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. واختتم التقرير بالتأكيد على أن البلدين لن يتفقا بالطبع في كل المسائل، إلا أن انتهاج الولاياتالمتحدة موقفا واضحا تجاه إيران سيكون كافيا لإقناع السعودية بأنها تدعم مصالحهم أكثر من الإدارة السابقة. وقد بعث الرئيس ترامب برسالة واضحة مفادها أن سياسته في الشرق الأوسط تقوم على إحياء التحالفات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة». نقاط التقاء فيما يخص التعاون الأمني في قضايا الإرهاب والموقف تجاه إيران، قال التقرير إن الطرفين متفقان تماما، وأضاف «المملكة وأميركا يشكّلون أهدافا للتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة. حتى إن تعليقات ولي ولي العهد أكدت أن حظر ترمب لدخول مواطني عدة دول إسلامية لا يستهدف المسلمين. وأكد أنه لدى السعودية معلومات استخبارية حول مؤامرات تنبع من بعض الدول التي فُرض الحظر عليها. كما أن المملكة تدعم إلى حدّ كبير الرئيس ترمب لجهة موقفه من إيران. وأن إبرام الاتفاق النووي مع إيران لم يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي. ففي الواقع حصل عكس ذلك. فقد تصورت طهران أنها قادرة على تحدي حلفاء أميركا في المنطقة، دون أن تترتب عليها عواقب كبيرة، وفي سعيها إلى إبرام الاتفاق مع إيران، مالت إدارة أوباما إلى التغاضي عن مخاوف حلفائها منذ زمن بعيد، والشعور بانعدام الأمان الذي هيمن عليهم».