قالت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاتزال تظهر جدية أكثر من الإدارة السابقة في هزيمة داعش بالعراق وسورية. وأوضحت الصحيفة أن دلائل الجدية لدى ترمب ظهرت في تعزيز القوات الأميركية المقاتلة في الميدان، حيث أرسلت نحو 7 آلاف عنصر في العراق و2500 إلى الكويت وألف عنصر إلى سورية بشكل تدفقي دون إحداث صخب إعلامي كبير حول العملية. وأكدت الصحيفة أن القوات الأميركية التي تم إرسالها لا تعد قوات خاصة فحسب، بل قوات مرابطة وتؤدي عمليات أرضية إلى جانب القوات الحكومية العراقية، فضلا عن الإسناد الجوي بالمروحيات لقصف معاقل التنظيم المتشدد. بطء العمليات أشار التقرير إلى أن الخطوة الأميركية جاءت بعد اعتراف التحالف الدولي بقيادة واشنطن مؤخرا، بقصفه مواقع لمدنيين ومقتل نحو 200 منهم، لافتة إلى أن مسألة نهاية التنظيم لاتزال معقدة بشكل كبير، مبينا أن ضرب معاقل التنظيم بدأه الرئيس السابق باراك أوباما عبر حلف ضم عشرات الدول حول العالم، فيما تعتبر العمليات التي كانت تشن ضده ناجحة، وساعدت على تحجيم نفوذه، لكنها بطيئة نوعا ما، وبالتالي فإن خطط ترمب تتمركز حول طرده من الموصل والرقة في أسرع وقت ممكن، قبل إعادة ترتيب صفوفه ومقاتليه. وأوضح التقرير أن ترمب طلب من وزير دفاعه جيمس ماتيس إعداد خطة لمدة 30 يوما من أجل هزيمة داعش، لافتا إلى أن الخطة تحمل في طياتها نفس النهج الذي اعتمده أوباما إلا أنها ستركز على تدفق القوات الأرضية وإزالة بعض القيود على القيادات الميدانية العسكرية. تجنب الأخطاء أبان التقرير أن مسألة تزويد القوات الأميركية على أرض المعارك في بؤر التوتر تعد تحركا عمليا لاستعمال الجنود الأميركان لا أكثر، لافتا إلى أن هذا التغيير يشتمل على 20% فقط من نفس الخطط الموضوعة سابقا لهزيمة التنظيم. وأوضح التقرير أن من بين المفارقات الميدانية، يأتي هذا التغيير مع وجود مخاطر جسيمة تحدق به، فيما لاتزال تصف القيادات العسكرية الأميركية بأن أي نجاح في العراق يعتبر نجحا كارثيا بعد الخسائر التي نتجت منذ غزو العراق عام 2003، مشيرا إلى أن واشنطن تتحرك بحذر كي لا تكرر أخطاؤها السابقة، في وقت لا تعد مسألة السيطرة على الأرض فحسب انتصارا على العدو بشكل كامل.
ما بعد الهزيمة تطرقت الصحيفة إلى أن سياسة إدارة ترمب تتسم بالهدوء والحذر لإلحاق الهزيمة بالتنظيم، والتخطيط لمرحلة ما بعد الانتهاء منه، مشددة على أن هزيمته في العراق يعني بالضرورة استقرار حكومة بغداد التي طالبت واشنطن بسحب قواتها عام 2010. وأشارت الصحيفة إلى أن العمليات في سورية، يجب أن تكون تحت وكلاء وحلفاء محليين يسيطرون على الأرض، بعد رفض حكومة النظام السوري التعاون مع واشنطن، لافتة إلى أن استمرار المفاوضات مع الأسد لترك السلطة يعتبر أمرا لا مفر منه، قبل ولادة داعش جديدة. وخلص التقرير إلى أن أي تحرك أميركي ضد التنظيم سيكون باهظ الثمن، إلا أن الاستقرار وإعادة الأوطان يفرضان المضي فيها، مبينة أنه من غير مشاركة واشنطن في إعادة الاستقرار لبؤر التوتر فإنه سيكون من الصعب تحقيقه، ناصحا ترمب بإعادة تخصيص الأموال لوزارة الخارجية والوكالات الأجنبية الأخرى التي قطع عنها التمويل مؤخرا، في حين لاتزال جميع الخيارات التي ستطرح معقدة بقدر ما كانت سهلة أثناء الحملات الانتخابية.