فيما تنطلق القمة العربية في دورتها ال28، اليوم، في منطقة البحر الميت بالأردن، استمر أمس وصول رؤساء الدول والحكومات العربية إلى العاصمة عمان للمشاركة في أعمال القمة. وكانت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية قد بحثت أول من أمس 17 بندا، تم رفعها من وزراء الخارجية العرب، تتناول مجمل الملفات والقضايا العربية، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، فيما قالت مصادر دبلوماسية، إن وزراء الخارجية العرب أقروا في اجتماعاتهم التحضيرية للقمة 27 مشروع قرار لتضمينها في البيان الختامي للقمة، وترتبط القرارات بأهم بنود جدول الأعمال وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وليبيا واليمن. وذكرت المصادر أن الوزراء أقروا تفعيل مبادرة السلام العربية، ورفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعام 2019 و2020، كما دان الوزراء التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية. فعاليات القمة حسب المصادر، فإن أعمال القمة التي سيترأسها ملك الأردن عبدالله الثاني، ستبدأ في تمام الحادية عشرة من صباح اليوم، بكلمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، رئيس الدورة السابقة، يسلّم بعدها الرئاسة إلى ملك الأردن الذي يلقي كلمة يفتتح بها أعمال القمة الجديدة، ويعقبها كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول في القمة، يأتي في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة وأمراء الدول الخليجية، إلى جانب ملك الأردن الملك عبدالله الثاني. وأكدت المصادر أن «إعلان عمان» المرتقب صدوره عن القمة العربية يتضمن مطالبة المجتمع الدولي بالالتزام بالشرعية الدولية، فيما يتعلق بوضع مدينة القدس، واعتبار نقل سفارة أي بلد إليها بمثابة اعتداء على القوانين والقرارات الأممية، مثلما هو اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني. مبادرة السلام العربية أشارت المصادر إلى أن الإعلان سيؤكد التزام العرب بمبادرة السلام العربية، وضرورة الوصول إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. وقال وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، في تصريحات صحفية إن القمة تؤكد مرجعيات السلام بين فلسطين وإسرائيل، القائمة على مبدأ حل الدولتين، وشدد على أن القدس هي عاصمة فلسطين. بدوره، دعا نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد بحر، القمة إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وأكد بحر في بيان صحفي ضرورة تحمل القادة العرب مسؤولياتهم السياسية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، في ظل تصاعد موجات الاستيطان والتهويد والعدوان الإسرائيلي. أهم القضايا حول الأزمة اليمنية، سيتضمن الإعلان دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن، وفيما يخص الشأن الإيراني الخليجي سيدين الإعلان استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، ويتضمن دعوة طهران إلى العمل وفق مبدأ حسن الجوار«. وبالنسبة للوضع في ليبيا، سيؤكد الإعلان»دعم القادة العرب للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية وحكومة الوفاق الوطني«. وحول الصراع في سورية، يعتبر الإعلان أن الحل الوحيد للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي، كما سيتضمن التزاما عربيا بدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين. كما تحظى قضية مواجهة الإرهاب باهتمام القادة العرب، إذ سيركز الإعلان الختامي على صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. مشاركة أممية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمس، المشاركين في القمة العربية إلى التضامن والاتحاد، لمواجهة الإرهاب وأزمات المنطقة. وقال في مؤتمر صحفي خلال زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين»اتحاد العرب عنصر مهم جدا لتحقيق الاستقرار للمنطقة ولهؤلاء الناس، اللاجئين السوريين، بأن يجدوا مستقبلا يلبي طموحاتهم». وكان جوتيريس وصل إلى عمّان للمشاركة في اجتماع القادة العرب في القمة، إلى جانب مشاركة مندوبه إلى سورية، ستيفان دي مستورا، إذ يقدم تقريرا بما توصلت إليه مفاوضات جنيف5، ويحدد العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق.