شرعت الملحقية الثقافية في بريطانيا بتشكيل لجنة لحصر المبتعثين على حسابهم الخاص تمهيداً للبدء في تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس، بإلحاق جميع الدارسين على حسابهم الخاص الذين أنهوا دراسة اللغة الإنجليزية وبدأوا الدراسة الأكاديمية في الجامعات البريطانية الموصى بها بعضوية البعثة. وعلمت "الوطن" من مصادر في وزارة التعليم العالي أن نحو 1500 طالب وطالبة يدرسون اليوم في بريطانيا على حسابهم الخاص، فيما يعد الرقم منخفضا مقارنة بالسابق بعد تسرب مئات الطلاب والطالبات إلى دول أخرى تعطي فرصا أفضل للالتحاق ببرنامج البعثات. وسيتعين على اللجنة المشكلة فرز طلاب اللغة عن الطلبة الذين بدأوا الدراسة الأكاديمية, واستبعاد من لم تنطبق عليه الشروط, فيما سيتم البدء الفعلي بتنفيذ القرار فور ورود القرار السامي للملحقية صباح اليوم. يذكر أن المبتعثين المتوقع تخرجهم العام المقبل في بريطانيا يناهز 3000 طالب وطالبة، من أصل 15 ألفا يتوقع تخرجهم من كافة الدول ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. وعلمت "الوطن" أن عدد المبتعثين في الخارج من الجنسين بلغ حتى شوال المنصرم 102 ألف طالب وطالبة، منهم 10 آلاف موظف مبتعث. من جهته، أكد الملحق الثقافي بلندن الدكتور غازي مكي في اتصال مع "الوطن" أمس أن القرار الحكيم سيكون له الأثر الكبير على المجموعة الكبيرة من الطلبة الساعين للانضمام لركب المبتعثين على حساب التعليم العالي, داعيا كل من شمله القرار للاستفادة منه واستشعار المسؤولية الكاملة لهذه المكرمة. وكان عدد الطلبة المبتعثين في بريطانيا انخفض من نحو 19 ألف طالب عام 2009 إلى ما دون 16 الآن بعد إعلان وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري إيقاف الإلحاق والابتعاث إلى بريطانيا بعد زيارته في شهر أبريل من عام 2009 لبريطانيا , بدعوى تكدس الطلبة في بريطانيا واستحالة تحقيق مبدأ الاستفادة للطلبة هناك, وتسهيل أي دارس على حسابه الخاص إلى أمريكا وكندا واعتماد بعثته رسميا هناك. ويبلغ عدد الطلبة الدارسين على حساب وزارة التعليم العالي مع مرافقيهم نحو 29 ألف مبتعث ومرافق ومرافقة, أغلبهم من مبتعثي القطاعات الحكومية بعد إيقاف الإيفاد من طلبة برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي للسنة الثالثة على التوالي. وذكرت مصادر من داخل الملحقية ببريطانيا أن عدد الدارسين على حسابهم الخاص ممن بدأوا فعليا بالدراسة الأكاديمية أكثر من 800 طالب وطالبة، وأكدت المصادر أن الرقم تقريبي وسيتم الرجوع للسجلات للاطلاع على الرقم الدقيق بعد عودة موظفي الملحقية من إجازة عيد الأضحى. وفي بيان صحفي رفع وزير التعليم العالي أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذا التوجيه الكريم الذي استفاد منه أبناؤه من الطلاب والطالبات الدارسين في المملكة المتحدة، وقال إن هذا الأمر السامي يمثل دلالة أكيدة على الرعاية الكريمة من قبل قيادة هذه البلاد ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لأبناء هذا الوطن وبناته ممن يدرسون في الخارج، والتوجيه المستمر بمتابعتهم، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض طريقهم مؤكداً أن الابتعاث بات أحد الخيارات الإستراتيجية التي تتبعها المملكة لتنمية الموارد البشرية السعودية وتأهيلها. وكان مقر السفارة السعودية بلندن شهد في ال21 من شهر مايو من هذا العام تجمعاً لعشرات الطلاب والطالبات السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات البريطانية وذلك للمطالبة وتوجيه نداء للسفير الأمير محمد بن نواف لرفع خطابهم إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد استبعادهم من مكرمة الملك القاضية بإلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حالياً والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا بعضوية البعثة.