يعتقد الكثيرون أن سوق الكتب الورقية قد تراجع واندثار بسبب تطور صناعة الكتب الإلكترونية مثل "أمازون كيندل". لكن هذا الاعتقاد خاطئ كما تقول أرقام إحصاءات مبيعات كبريات شركات النشر في العالم مثل شركة برتلمسان الألمانية، التي تراهن على استمرار قوة الكتاب الورقي. ارتفاع المبيعات تقول شركة بيرتلسمان الإعلامية الألمانية العملاقة، التي تأسست في 1835 ويعمل فيها حاليا حوالي 117.000 موظف في التلفزيون، والمجلات، والتعليم، ومجالات أخرى، وتعمل في 63 دولة في العالم، إن سوق الكتب في وضع أفضل بكثير مما يتوقع الكثيرون، حيث ارتفعت مبيعات الكتب الورقية خلال السنوات الثلاث الأخيرة في الولاياتالمتحدة. ويرى توماس رابي، المدير التنفيذي في الشركة، أن صناعة النشر "هي حاليا وستبقى واحدة من أهم أعمالنا الاستراتيجية". قفزة أرباح بحسب وكالة بلومبرج للأنباء، يستعد توماس رابي لزيادة حصة شركته في دار (بنجوين هاوس راندوم) للنشر، والتي تبلغ حاليا 53%، وذلك من خلال شراء أسهم شريكته، بيرسون للنشر، التي أعلنت عن نيتها بيع حصتها البالغة 43%. وقد دمجت الشركتان في 2012 حصصهما في مجال النشر للحصول على نفوذ أكبر مع شركات مثل أمازون وأبل وجوجل وغيرها. وزادت شركة (بنجوين راندوم هاوس)، التي تعتبر الناشر رقم واحد في العالم، مبيعاتها لتصل إلى حوالي 3.7 مليارات يورو في 2015، مقارنة مع مبيعاتها التي سجلت 2.7 مليار يورو في 2013، وذلك بفضل قوتها في أسواق تنمو بسرعة مثل الهند، ونشرها لكتب حققت مبيعات هائلة مثل كتاب "فتاة القطار" للكاتبة بولا هوكينز، وسلسلة كتب "خمسين ظل" للكاتب إي إل جيمس. وقد قفزت أرباح قسم النشر في 2015 بمعدل أكثر من 50% من السنة السابقة، حيث وصلت إلى 557 مليون يورو. ويقدر مراقبون أن حصة شركة بيرسون قد تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار. تعزيز القيمة السوقية يقول المحلل الاقتصادي إيان ويتاكر إن "سوق الكتب في حال أفضل بكثير مما توقع الناس منذ خمس سنوات". ومع أن عدد الكتب الإلكترونية التي على قائمة المبيعات في شركة (بنجوين راندوم هاوس) يبلغ 115.000 كتاب تقريبا، وأنها بالفعل تساعد في تعزيز قيمة الشركة السوقية، إلا أنها أقل أهمية مما يعتقده الكثيرون في هذا المجال. فمن المتوقع أن لا تتجاوز مبيعات الكتب الإلكترونية في 2020 سوى أقل من ربع إجمالي المبيعات الكلية.