أكدت دار النشر العالمية "بنجوين" أنها ستستهدف القارئ العام والمتخصص في العالم العربي بمشروع مشترك جديد سيطرح أعمالاً كلاسيكية عالمية باللغة العربية في صورة ورقية ورقمية. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ل"بنجوين" جون ماكينسون قال على هامش احتفال مساء أول من أمس بمناسبة توقيع اتفاق المشروع المشترك مع دار الشروق المصرية: إنه يرى "فرصة واضحة جداً" في سوق النشر العربية "رغم صعوبتها بسبب الاختلافات من بلد لآخر". وسيعمل مشروع "شروق بنجوين" على ترجمة أعمال من سلسلة "كلاسيكيات بنجوين" إلى اللغة العربية بالإضافة لترجمة أعمال كلاسيكية عربية إلى اللغة الإنجليزية. وسبق أن دخلت بنجوين في مشروعات مماثلة مع شركاء ناشرين في البرازيل والصين وكوريا الجنوبية لكن مشروع "شروق بنجوين" هو الأول من نوعه لدار النشر العالمية في العالم العربي. وقال ماكينسون إن بنجوين ودار الشروق تبحثان كيفية إتاحة الإصدارات العربية بأسعار معقولة، وأضاف "لم نحدد سقفا للسعر لكن لا أعتقد بضرورة وجود تعارض بين السعر والنوعية الجيدة". وأشار إلى أن السير آلان لين الذي أسس بنجوين عام 1935 سعى لجعل الكتاب بثمن علبة السجائر ونجح في ذلك بالفعل. وقال إن أسعار الكتب حاليا ارتفعت كثيرا لكن خفض السعر مع الحفاظ على النوعية الجيدة ما زال هدفا للشركة، وأضاف "التحدي سيكون كيف نواصل الإنتاج ذا القيمة العالية لكتب بنجوين ونجعل أسعارها في المتناول بالنسبة للسوق المحلية.. وكيف نصل ليس فقط للقارئ العام وإنما أيضا للقارئ المتخصص وطلبة المدارس والجامعات". رئيس دار الشروق إبراهيم المعلم قال إن مشروع "شروق بنجوين" سيتيح ترجمة عربية للمرة الأولى لبعض الأعمال في "كلاسيكيات بنجوين" التي بدأ نشرها عام 1946 وأصبحت تضم أكثر من 1200 عنوان. وقال ماكينسون إنه حتى الأعمال التي سبق أن صدرت لها ترجمة عربية فسوف تكون في شكل مختلف من خلال المشروع الجديد يعني بإضافة هوامش وتعليقات ومقدمات بالإضافة لطرح نسخ رقمية ستتضمن مواد فيديو مصورة. وأضاف أن سوق الكتب الرقمية في العالم العربي "ربما ليس ناميا بالدرجة الكافية لكن ما تعلمناه من الأسواق الأخرى أن هذا السوق ينمو بسرعة ولابد أن يكون المحتوى لديك جاهزاً لذلك". وأشار إلى أن الكتب الرقمية أصبحت تمثل 5% من أعمال بنجوين على الصعيد العالمي كما أن مبيعات هذه الكتب وصلت إلى 10% من السوق الأميركي. وقال إن مشروع "شروق بنجوين" سيصدر بالعربية حوالي 20 كتاباً سنوياً وإن أول العناوين سيطرح في المكتبات العام المقبل، وأضاف أنه "سيكون هناك حوار مع دار الشروق حول اختيار العناوين التي تترجم من خلال المشروع". وقال مسؤول بدار الشروق إن العناوين المرشحة للبدء بها تضم من الأدب العالمي "الأوديسة" لهوميروس و"الأمير" لمكيافيللي و"حلم ليلة صيف" لشكسبير و"قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز و"مغامرات أليس في بلد العجائب" للويس كارول و"بجماليون" لبرنارد شو و"عناقيد الغضب" لجون شتاينبك. وستضم من الأدب العربي "كليلة ودمنة" لعبدالله بن المقفع وطوق الحمامة لابن حزم و"تخليص الإبريز في وصف باريز" لرفاعة الطهطاوي و"يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم و"ليالي ألف ليلة" لنجيب محفوظ. وأثناء حفل التوقيع بحضور كوكبة من الأدباء والعاملين في مجال النشر والإعلام حذرت الأديبة وأستاذة الأدب الإنجليزي رضوى عاشور من أن تنحصر العناوين المترجمة من العربية في دائرة الصورة النمطية عن العرب التي يروج لها بعض المستشرقين. ودعت إلى ضرورة تنوع الاختيارات بما يبرز تعدد جوانب الأدب العربي والشخصية العربية.