بينت مصادر يمنية أن الضغوط التي يتعرض لها زعيم التمرد عبدالملك الحوثي، عقب تقدم القوات الموالية للشرعية، دفعته للتخفي بين المدنيين بصنعاء القديمة، لتفادي استهدافه من قبل طائرات التحالف أو قوات المقاومة، ولم يعد يتحرك إلا في مساحة ضيقة، بعد نشر قوات حماية بأعداد كبيرة، ترتدي ملابس مدنية. أكد مصدر مطلع أن إعلان رئيس ما يسمى ب"المجلس السياسي"، صالح الصماد، قبوله بأي مبادرة سلام قادمة لوقف الحرب في اليمن، هو نوع من المماطلة والعبث واستغلال الوقت، وعبارة عن حديث غير جاد، مشيرا إلى أن فترة رئاسة الصماد انتهت، ورغم ذلك لا تزال السلطة حاليا بيد الحوثيين، بعد أن مارسوا ضغوطهم على المخلوع علي صالح، وتم تمديد ولاية الصماد، ولم يجد صالح بدا من الرضوخ، لأنه حاليا مجرد من أي قوة، ولم يعد له أي قرار أو موقف. وأضاف المصدر أن الحرس الجمهوري لم يعد بيد صالح مثلما كان، ولا يتجاوز عدد الذين لا زالوا يوالونه كتيبة أو اثنتين من ألوية الحرس الجمهوري البالغة 17 كتيبة، خرجت كلها عن إمرته، مشيرا إلى أن المخلوع لا يستطيع إعلان ندمه من شراكته مع الحوثيين، وكان يخطط لأمر ما وفشل، والآن يعيش حالة ندم وخوف كبيرتين، لا سيما مع اقتراب الشرعية من صنعاء، وهو ما يزيد من احتمالات نهاية صالح، لأن الحوثيين سيقومون مباشرة بتصفيته، وهذا يعود لثأر قديم بينهم. التمترس بالمدنيين أضاف المصدر "أن السيطرة على صعدة تعني سقوط صنعاء مباشرة بأيدي القوات الموالية للشرعية، وأكد أن عبدالملك الحوثي يوجد حاليا في صنعاء القديمة وهي ذات الطرق الضيقة والمساحات الصغيرة والكثيفة بالسكان، ويتنقل بين منزلي الشهاري والقاضي، القريبين من الجامع الكبير وباب اليمن، والمسافة بينهما قريبة جدا، ولجأ لذلك الموقع لأن قوات التحالف لا تستهدف المدنيين، لذا وضع نفسه في موقع يمتاز بالكثافة السكانية، كما أن المنطقة محاطة بعناصر حماية كبيرة جدا، يرتدي أفرادها الزي المدني". وكشف المصدر أن صالح حذر خلال الأيام الماضية العديد من مشايخ ووجهاء القبائل الموالين له من التواصل مع قيادات جماعة الحوثي. تردي المعيشة أكد علي معوضة، المقرب من المخلوع صالح، أن القرار الذي اتخذه الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، في سبتمبر من العام الماضي، بنقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن أثر بشكل مباشر على قدرات الانقلابيين، وتسبب في عجزهم عن تسديد المرتبات، التي تأخر صرفها لعدة أشهر، ما أدى إلى تردي الحالة المعيشية لمعظم اليمنيين. وأشار شهود عيان إلى أن من شأن ذلك أن يتسبب في ثورة عارمة إذا لم يتم تدارك الأوضاع المتردية. وتابع أن الأوضاع في صنعاء تشير إلى زيادة التململ وسط المواطنين، الذين استنزفت الفترة الماضية كل مدخراتهم، ولم يعد بإمكانهم الصبر على هذه الأوضاع لفترة أطول.