جنرال إيراني، قاد ميليشيات الموت التي يقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، وارتكبت جرائم بحق المدنيين في مدينة حلب السورية، وثبتت مسؤوليتها عن قتل مئات المدنيين، رميا بالرصاص، وذبحا بالسكاكين، لمجرد الاشتباه. ورغم اختفائه وراء اسم "سيد جواد غفاري"، إلا أن مصادر في لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب، التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تؤكد أن اسمه الأصلي هو أحمد مدني. وأنه تولى قيادة أحد فيالق الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية، خلال ثمانينات القرن الماضي. مهاجمة المدنيين تولى جواد مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات الحرس الإيراني في سورية، وتم تعيينه قائدا عاما لها منذ أكتوبر من العام الماضي، كما يتولى أيضا قيادة الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري. ولعب دورا كبيرا في حصار المدينة والهجمات التي نفِّذت فيها، والتي اعتبرها الرأي العام العالمي جرائم حرب واضحة. يستقر الجنرال الإيراني في ثكنة عسكرية جنوب شرق حلب، ويقود ميليشيات تمارس عنفا وحشيا ضد السكان المدنيين، ويقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، ينتمون إلى حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية، وكتيبة الفاطميون الأفغانية، وكتيبة الزينبيون الباكستانية. وهي ميليشيات تؤكد مصادر إعلامية أنها لا تميِّز أثناء هجماتها التي تستخدم فيها أسلحة ثقيلة، بين المدنيين وقوات المعارضة. وقف جواد وراء محاولات عرقلة اتفاق حلب، القاضي بإخلاء الأحياء الشرقية من الأهالي والمقاتلين، كما انتهكت الميليشيات التي يقودها اتفاق وقف إطلاق النار في حلب عدة مرات، واستمرت في شن هجماتها على الأحياء المحاصرة، وتعمدت إيقاف إحدى قوافل المدنيين المغادرة واحتجزت ركابها البالغ عددهم 800 شخص كرهائن، في سبيل الحصول على تنازلات من المعارضة. جرائم حرب وتؤكد مصادر المعارضة الإيرانية أن الجنرال جواد يرتبط بعلاقة وثيقة مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وأنه التقى بشار الأسد برفقته، كما أكدت مصادر حقوقية إكمالها توثيق الجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات، توطئة لتقديمها في ملف متكامل إلى محكمة الجنايات الدولية، للمطالبة بمحاكمته وغيره ممن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في حلب وغيرها من المدن السورية، وأكدت تلك المصادر أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.