كشف تحليل نشرته عدة وسائل إعلام روسية، أن القوات الروسية تشعر بالاستياء الكبير والتذمر من ثالوث التحالف بين بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وقالت صحيفة "غازيتا رو"، أن غضب الروس يعود بسبب انسحاب قوات النظام السوري والميليشيات من مدينة تدمر الأثرية، وتركها للقوات الروسية لتواجه وحدها مسلحي تنظيم داعش، حيث يركز نظام الأسد وحلفاؤه على مدينة حلب. وأشار المحلل العسكري، العقيد ميخائيل خوداريونوك إلى أن قوات النظام وحلفاءه الإيرانيين واللبنانيين، يجهزون على من تبقى من مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب، بينما تتعرض القوات الروسية لخطر حقيقي بمفردها في مدينة تدمر، لافتا إلى وجود ارتباك حقيقي بين قوات النظام التي سارعت إلى الفرار، وتسليم مدينة تدمر للمتطرفين للمرة الثانية. خوف قادة الأسد انتقد ميخائيل، ضعف الاستخبارات السورية التي غضت الطرف عن استعادة التنظيم لمدينة تدمر، مؤكدا أن القيادة السورية كانت على علم بسيطرة المتطرفين عليها، لكنها لم تحرك ساكنا. كما أوضح أن القوات الروسية التي كانت متمركزة في أحياء تدمر وصلت إلى نحو 200 فرد من القيادة، و120 من مجموعة الحراسة الذين بقوا في المدينة، وفرت منها قوات الأسد تاركة عتادها وأسلحتها، بعد سماع الطلقات الأولى لعناصر داعش، قبل أن يضطر الطيران الروسي لتدمير نحو 11 آلية عسكرية للمتطرفين. وأكد ميخائيل، أن أول الهاربين من أراضي المعارك في تدمر هو نائب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السورية، ليقوم بعدها الضباط والجنود بالهروب أيضا، مشيرا إلى وجود كل من رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان السورية، وقائد قوات الصواريخ والمدفعية بالجيش، وقائد أركان الفيلق الثالث، وقائد الفرقة ال18 للدبابات من ضمن العناصر التي كانت توجد في الموقع. تهاوي قيادات الحرس أكدت وسائل إعلام إيرانية مصرع الجنرال في الحرس الثوري حسن أكبري، إلى جانب عناصر ميليشيات أفغانية وباكستانية في معارك شرق حلب، التي ارتكبت فيها مجازر مروعة بحق المدنيين مؤخرا، وسيطر النظام على إثرها على معظم أحياء المدينة. وذكر موقع القوات المسلحة الإيرانية "دفاع برس"، أن الجنرال أكبري الذي كان مسؤولا عن كتيبة تدمر تم سحبه إلى حلب، قبل أن يقتل أمس جراء إصابته بقذيفة مدفعية أثناء المواجهات مع المعارضة المسلحة في تخوم الأحياء الشرقية للمدينة. ويأتي ذلك، بعد سلسلة قتلى من الضباط الإيرانيين الذين شيعتهم إيران في الآونة الأخيرة، وهم ضباط في الحرس الثوري على غرار أحمد جلالي، و9 عناصر آخرين من ميليشيات ما يسمى ب"لواء فاطميون" الأفغاني، و"زينبيون" الباكستاني. إرهاب الحرس الثوري بحسب المصادر العسكري الميدانية، أصبح دور ضباط ولواءات الحرس الثوري الإيراني ظاهرا في المعارك السورية، حيث يتم تقديم المشورات والتدريبات اللازمة لميليشيات حزب الله اللبناني، ولواء "فاطميون" الأفغاني، و"حركة النجباء" العراقية، من أجل التقدم في معارك حلب وغيرها بقيادة قائد القوات الإيرانية الجنرال جواد غفاري، الذي أصر على منع خروج من تبقى من المدنيين والمسلحين.