افتتح أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل، المؤتمر الدولي "الاستشراق ما له وما عليه"، والذي تنظمه جامعة القصيم، ممثلة في قسم الدراسات الإسلامية في كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس، أول من أمس، مشيرا إلى أهمية هذا المؤتمر الدولي في وقت نحن فيه في أمس الحاجة لتصحيح نظرة الآخرين لديننا الحنيف ومجتمعاتنا المسلمة. معلومات مغلوطة أكد أمير القصيم، على دور المستشرقين ودراساتهم عن كافة جوانب الحضارة الإسلامية في تشكيل نظرة المجتمعات الغربية لنا، مثمنا جهود المنصفين والأمناء منهم الذين أسهموا في إثراء المعرفة البشرية بما يختص بمنطقة المشرق العربي، متسائلا في الوقت ذاته عن جناية آخرين بتسطيح العقلية الغربية بمعلومات مغلوطة لا تتفق مع الواقع، ومطالبا المستشرقين المحدثين بإعادة تحقيق تراث أسلافهم وعرضه على ما يتوفر اليوم من معلومات غزيرة في متناول الباحثين بيسر وسهولة، لجبر الخلل الموجود في التراث الاستشراقي. مشيرا إلى أهمية إنشاء المراكز البحثية في الجامعات السعودية للتعرف على طبيعة الغرب بعمق أكثر، والتعاون مع مراكز البحوث في الغرب بما يحقق مصالح الجميع.
8 جلسات نقاشية أشار مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، إلى قدرة الجامعة على احتضان وتنظيم المؤتمرات الدولية في أي مكان تابع لها، فيما أوضح عميد كلية العلوم والآداب بالرس الدكتور عبدالرحمن الغفيلي، أن جلسات المؤتمر تم تقسيمها إلى عدة محاور لمناقشتها، وهي: دراسات في الفكر الاستشراقي ونقده، ومنهج المستشرقين في التعامل مع النص القرآني، والاستشراق واللغة العربية ونشر التراث، وعلوم القرآن عند المستشرقين، والفقه الإسلامي عند المستشرقين، والسنة النبوية عند المستشرقين، والسيرة النبوية والاستشراق، والتاريخ الإسلامي في الفكر الاستشراقي، إضافة إلى دراسات حول الفكر الاستشراقي في الجهاد والتسامح الإسلامي. تناقض المستشرقين أكدت الدكتورة عفاف الهاشمي أن المستشرقين قد لعبوا دورا كبيرا في تشكيل صورة الإسلام في نظر الآخرين، ووجه بعضهم ذلك لخدمة أهداف محددة، وعملوا على نشر عاداتهم وتقاليدهم التي يعتقدون أنها فكر مستنير، فيما رأى الدكتور تالي جمال أن للاستشراق فوائد أيضا في خدمة الإسلام، فمنهم أبرز من كتب عن مكة والمدينة، وينبغي عدم إغفال محاسن أعمال بعض المستشرقين. وحول موقف المستشرقين من القرآن الكريم أكد الدكتور زاهي نمر، أنهم انقسموا إلى ثلاثة أقسام، فمنهم من درس القرآن دراسة منصفة عن اقتناع به، ومنهم الحاقد الذي درسه للتشكيك والتحريف فيه والطعن بما جاء به، بهدف الكيد للإسلام والمسلمين. وأشار الدكتور إبراهيم رمضان، إلى أن الوطن العربي لم يحدد موقفه من الاستشراق الغربي حتى الآن، فهنالك من ينظر إليهم بعدائية، ورفض كل ما يصدر منهم، وهنالك من أصبحوا يرونهم المصدر الوحيد للتقدم ودوما على صواب، وهؤلاء يدعون لترك عادات قومهم بخيرها وشرها والاقتداء بالمجتمعات الغربية، وقال الدكتور عبدالغني جمعة، حول موقف المستشرقين ومحاولات عدد منهم للتشكيك في صحة القصص القرآنية، والمعجزات الإلهية مثل بداية بعض السور بأحرف، ودراسة ترتيب الآيات، إلا أن علماء المسلمين قد كشفوا محاولات كذبهم المتواصلة.