استؤنفت مساء اليوم جلسات ندوة / القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية / التي افتتحها يوم أمس الثلاثاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة في قاعة الاجتماعات بفندق ميريديان المدينة حيث عقدت اليوم الجلسة الخامسة للندوة برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالله الزايد وقرر لها الدكتور محمد بن يعقوب تركستاني وناقشت الجلسة أربعة بحوث . ففي بداية الجلسة تمت مناقشة البحث المقدم من الدكتور عدنان بن محمد الوزان بعنوان / موقف المستشرقين من القرآن الكريم / دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية حيث قدم بحثاً عاماً عن القرآن الكريم ونظرة المستشرقين إليه كما جاء في كتاباتهم السلبية التي حوتها بعض دوائر المعارف الغربية وأبان الباحث أن بعض الكتب الاستشراقية وهي قليلة فيها إنصاف وموضوعية علمية حول نظرتها إلى القرآن الكريم بينما كثير من كتابات المستشرقين فيها الانتقاص من القرآن الكريم والتشكيك والإنكار وهو غالب على المنهج الاستشراقي منذ ظهور حركة الاستشراق وحتى يومنا هذا مضيفا أن حال أعداء الإسلام في الماضي لم يتغير . واستعرض الباحث الدكتور الوزان في دراسته موقف بعض المستشرقين من القرآن الكريم في بعض دوائر المعارف الغربية بعرض موجز عن الاستشراق وواقعه ونظرته إلى الإسلام والقرآن ثم قدم عرضاً مختصراً لما كتب في بعض دوائر المعارف البريطانية من موضوعات عديدة في الحديث عن القرآن وحياً وجمعاً وشكلاً ومضموناً تفسيراً وترجمة كما عرض الباحث العديد من الحقائق التي ترد شبهات المستشرقين مما جاء في كتابات المنصفين من مفكري الغرب والشرق غير المسلمين مورداً أهم الشُّبه في عدد من الموسوعات التي رجع إليها ويراد المقصود والتعليق عليه ورد الشبهات مع بيان موقف غير المسلمين من قضايا الإسلام بين تعصب أعمى وتعقل وبصيرة . أما البحث الثاني في الجلسة فقدمه الدكتور حميد بن ناصر الحميد بعنوان / القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية / حيث بين أن القرآن الكريم شغل كثيراً من الناس على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ودياناتهم فمنهم من امن ومنهم من كفر وهذه طبيعة البشر وأما المسلمون فقد عرفوا منذ عصر نزوله شأنه ومكانته فأكبروه وبذل علماؤهم جهودهم في دراسته وتعليمه وتفسيره وحفظه واستمرت هذه الجهود المباركة إلى هذا العصر . وتناول الباحث موضوعات البحث التي شملت نبذة مختصرة عن دائرة المعارف الإسلامية .. الطبعة الأولى والخلفية الثقافية للصورة العامة التي رسمها المستشرقون لحقيقة القرآن الكريم ومادة / قران / في دائرة المعارف الإسلامية والقران الكريم كما عرفته دائرة المعارف الإسلامية والرد على أبرز الشبهات الواردة فيها حوله . وخلص الباحث الدكتور الحميد إلى جملة من الحقائق منها وضوح دور المستشرق اليهودي / جولدزيهر / في إنشاء الدائرة وحرصه الشديد على إتمامها لتحقيق الهدف الذي أنشئت لأجله من وجهة نظره وهو معروف بيهوديته وعدائه للإسلام وكونه المسؤول الأول يوضح هدفها كما تبين أن التعريف بالقران الكريم في الدائرة جاء بصورة تتفق مع الانطباع العام الموجود أصلاً عند الغرب فلم يقتصر كُتاب الدائرة على إساءة التعريف بالقران بل إنهم كانوا حريصين على إبقاء شرائح من قرائها على جهلهم بالقران . ومن النتائج التي توصل إليها الباحث الاهتمام بالرؤية المضادة لاعتقاد المسلمين سواء من داخل الفكر الإسلامي كرؤى الفرق المنحرفة أو من خارج الفكر الإسلامي كرؤى اليهودية والنصرانية والاعتماد على ما يوافق الهوى من الآراء الشاذة والأقوال الساقطة مع عدم الالتفاف لما ورد في المصادر الإسلامية المعتمدة وحقائق التاريخ كما أوصى الباحث بالنظر في دائرة المعارف الإسلامية على أساس أنها إحدى أهم أدوات المواجهة التي وضعها الغرب ضد الإسلام حيث تضمنت تشويهاً متعمداً للقران الكريم فهي لا تمثل الإسلام بل تمثل الرؤية الاستشراقية للإسلام مشدداً على ضرورة قيام المسلمين بعمل مبادرة مدروسة بإنشاء دائرة للمعارف الإسلامية على غرار هذه الدائرة الاستشراقية بل تفوقها بأصالتها ونزاهتها . // يتبع // 2347 ت م