أدان تقرير أصدره مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، على خلفية إقدامها على تحويل المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الدولية والدول المانحة، للبيع في السوق السوداء. مشيرا إلى أن نافذين في الجماعة المتمردة استولوا على جزء كبير من المساعدات، وقاموا ببيعها لتجار موالين لهم، تولوا بدورهم عرضها في الأسواق بأسعار عالية. وأضاف التقرير أن المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية تواجه صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين، وتتعرض لتهديد أمني كبير، مما يجعلها توافق على تسليم تلك المساعدات للجان تابعة للجماعة الانقلابية تتعهد بتوزيعها إنابة عن الجمعيات الإنسانية، إلا أنها تقوم بالاستيلاء عليها وبيعها وتحويل الأموال لمنفعتها الخاصة، على غرار السوق السوداء الخاصة ببيع المشتقات النفطية في عدد من أحياء العاصمة صنعاء، لدرجة أنها باتت لا تخشى من عرض تلك المواد على أرصفة الأسواق بصورة علنية، بل وتحظى بحماية عسكرية عبر وقوف عدد من مسلحي الميليشيات لحراستها، مما يؤكد أن الجماعة نفسها هي التي تقوم بالاستفادة من عائدات تلك التجارة غير الشرعية. اعتراف المتورطين ونقل التقرير اعترافات لبعض المتورطين في تلك الممارسات، أكدوا فيها أن المساعدات الإنسانية المقدمة كإغاثة للمتضررين والنازحين مثل القمح والأرز وزيت الطبخ والبطانيات، تباع عليهم بمعرفة بعض القادة الحوثيين الذين يستولون عليها، بذريعة توزيعها على المحتاجين. وقال أحد التجار "في بداية الأمر حاولنا تجنب شراء تلك المواد لأنها مسروقة، لكننا فوجئنا بأنها غطت السوق بشكل كبير، وبدأ الكثير من التجار التعامل مع من يبيعون مواد الإغاثة، مما أحدث ركودا لدينا، حيث بات المواطنون يقبلون على شراء المواد الإغاثية نظرا لارتفاع جودتها". وما زالت الميليشيات تحتفظ بنحو 64 قاطرة محملة بالمساعدات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، كانت في طريقها إلى مديريات شرعب ومقبنة وجبل حبشي وخدير في محافظة تعز، وترفض السماح لها بالمرور رغم مضي أكثر من 45 يوما على احتجازها في المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب غرب مدينة تعز.