كل يوم يكشف عن تعمُّد الانقلابيين وبخاصة الحوثيين تدمير اليمن وتركيع أهله سواء بالقتل الجماعي أو التجويع، أو كليهما، ومع هذا فإن القوى الدولية القادرة والهيئات الدولية ومنها منظمة الأممالمتحدة تواصل صمتها وتكتفي بالفرجة على ما يفعله الانقلابيون، فقد كشف قبل أيام عن قيام مليشيات الحوثي وفلول ما تبقى من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح باحتجاز 34 سفينة إغاثية محمَّلة بالمساعدات الغذائية والطبية مقدَّمة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر ميناءي الحديدة والصليف ومنعهما من الدخول إلى الميناء وتفريغ حمولتهما، وكون الميناءين تحت سيطرة مليشيات الانقلابيين فإن هذه المليشيات تفرض حصاراً على ما يصل إلى هذين الميناءين ويقصدهما من السفن التي تحمل مساعدات، بل إن عناصر هذه المليشيات الإجرامية حاولت ولمرات عديدة الاعتداء على السفن الراسية خارج الميناءين والمرسلة من الدول والهيئات المانحة للمساعدات الإغاثية والطبية، وسرق ما تحمله من مواد طبية وإغاثية وبيعها لحسابهم وبأسعار عالية بعد أن يتم توزيع أغلبها على أنصارهم ومنسوبيهم وأقاربهم. هدف الانقلابيين من الحوثيين وجماعة المخلوع علي عبد الله صالح من وراء هذه الممارسات التي لا تقتصر على ميناءي الحديدة والصليف، بل تشمل أيضاً حصار محافظة تعز هو الضغط على الشعب اليمني سواء بالأعمال الإرهابية التي تتمثّل في إطلاق الصواريخ والقذائف على الأحياء السكنية، وتجويع اليمنيين وبالذات في المحافظات التي يسيطرون عليها، فحتى المساعدات الإغاثية والطبية المرسلة لهذه المناطق سواء في العاصمة صنعاء وعمران وأجزاء من إب، والحديدة يمنع الانقلابيون وصول شحنات الأغذية والأدوية والوقود، ويستولون عليها وبعد أن يزودوا أنصارهم وجماعاتهم يطرحون ما يُرسل لليمنيين من مساعدات في السوق السوداء وبأسعار عالية جداً لا يستطيع المواطن اليمني تأمينها بعد أن أوقف الانقلابيون دفع رواتب الموظفين وفرضوا (جزية) على اليمنيين لتمويل عملياتهم الإرهابية والإجرامية، فعلى المواطن اليمني أن يدفع تكاليف تجويعه وقتل أهله في المحافظات التي استطاع الجيش اليمني الوطني والمقاومة الوطنية تخليصها من الانقلابيين. سفن الإغاثة محاصرة وممنوعة من دخول الميناءين منذ أكثر من ستة أشهر وبالتحديد 188 يوماً، وكشف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري بأن تلك السفن محمَّلة فقط بمواد الإغاثة والمشتقات النفطية وكميات من الحديد والأسمنت أرسلتها دول الخليج العربية لمساعدة اليمنيين وتبلغ 149 مليون طن من المواد البترولية ومشتقاتها و496 ألف طن من المواد الغذائية، و28 مليوناً، وهي مواد يحتاجها اليمنيون الذين يعانون من الجوع والأمراض ويحتاجون للمواد البترولية ومواد البناء لإصلاح ما دمرته المليشيات الانقلابية، إلا أن الانقلابيين يمنعون كل ذلك عن اليمنيين، ويتاجرون بقوت وعلاج اليمنيين، ومع هذا لم تتدخل الهيئات الدولية ومنها الأممالمتحدة التي تعلم وتشاهد كل تجاوزات الانقلابيين ولا تحرك ساكناً.