تفاعلت الاشتباكات المسلحة بين القبائل من جهة، وتنظيم القاعدة والجيش من جهة أخرى، مع تصريحات أنور العولقي ووزير الخارجية أبو بكر القربي، في رسم صورة ساخنة للساحة اليمنية أمس. ففي أبين، قتل سبعة أشخاص وأصيب 4 آخرون باشتباكات بين قبيلة الدماني وقبيلة المجهز بمنطقة لودر في محافظة أبين جنوبي صنعاء على خلفية ثارات قبلية. وأجبرت عناصر تنظيم القاعدة، قوات الأمن في مودية على الانسحاب من مواقعها إلى خارج المدينة بعد مواجهات استخدمت فيها مختلف الأسلحة، حسبما أعلن موقع "الصحوة نت" المعارض أمس. وهاجم مسلحون مجهولون موقعا عسكريا في مدينة الضالع جنوب اليمن، دون وقوع إصابات. في غضون ذلك، دعا المطلوب من قبل واشنطن وصنعاء، أنور العولقي، المسلمين إلى قتل الأمريكيين دون مشورة أو فتوى، كما شن هجوما على إيران وقال إنها تدير مشروعا "رافضيا فارسيا". وأوضح في رسالة مصورة بثت على الإنترنت مدتها 23 دقيقة أمس "لا تشاور أحدا في قتل الأمريكيين، فقتال الشيطان لا يحتاج إلى فتوى ولا يحتاج إلى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم هو فريضة الوقت". وإذ اعتبر العولقي أن المنطقة تشهد صراعا بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، قال في رسالته "ما هو إلا قليل حتى تنتزع إيران حصتها من الكعكة". واعتبر أن "القيادة الإيرانية لا تعمل من أجل المشروع الإسلامي إنما تعمل من أجل المشروع الرافضي الفارسي"، مشيرا إلى أن إيران تنشر "عقيدة منحرفة دخيلة على اليمن". في غضون ذلك كشف شيخ مشائخ قبيلة بكيل، ثاني كبرى القبائل اليمنية، الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف عن ترتيبات لعقد مؤتمر لكافة القبائل اليمنية في مدينة عمران المتاخمة لصنعاء لمناقشة التحديات التي تواجه اليمن، ومنها أنشطة جماعة الحوثيين في صعدة والجوف ومنطقة حرف سفيان، وتهديدات تنظيم القاعدة، والاضطرابات في المدن الجنوبية والشرقية من البلاد. وانتقد الشايف في مؤتمر صحفي بمنزله في صنعاء أمس تراخي الحكومة مما تسبب في تشجيع القاعدة على التمادي في تشويه سمعة اليمن في الخارج. وكشف الشايف عن رفض الرئيس علي عبدالله صالح لمبادرة تقدم بها تضمنت تشكيل تحالف مسلح بين القبائل اليمنية ممثلة بقبيلتي حاشد وبكيل والجيش النظامي لاستئصال شأفة جماعة الحوثي وطردهم من صعدة. وجاء مؤتمر الشايف رداً على مؤتمر عقده عدد من قبائل الجوف، التي ينتمي إليها الشايف، والذي أقر تنصيب الشيخ أمين العكيمي رئيساً للمؤتمر والشيخ سبأ، نجل الشيخ سنان أبو لحوم مقرراً للمؤتمر وناطقاً رسمياً باسمه. وبدوره قال وزير خارجية اليمن أبو بكر عبد الله القربي لقناة "العربية" الفضائية أمس إن بلاده تحتاج إلى مزيد من المساعدة من حلفائها لمحاربة القاعدة. كما أكد لصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أن "الولاياتالمتحدة تتعاون مع اليمن في الاستخبارات لكن قوات الأمن اليمنية هي التي تنفذ العمليات".