مرّ المردود الفني الذي قدمه الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتفاق خلال الموسم الحالي بأكثر من مرحلة، وهو الأمر الذي سبب كثيرا من اللغط حول العمل الذي يقوم به مدربه الروماني إيوان مارين وصلت حد المطالبة بإقالته في كثير من الأوقات، إلا أنه استطاع في نهاية الأمر تجاوز كل ذلك بطريقته كمدرب محترف منهمك في عمله فقط، وأوصل الفريق إلى المركز الثالث في ترتيب فرق دوري زين للمحترفين عن جدارة واستحقاق بعد أن قدم مستويات جيدة في المباريات الأخيرة. تذبذب نتائج افتتح الاتفاق مبارياته في دوري زين بالخسارة 1 / 2 أمام الاتحاد في جدة إلا أن مارين كان واثقا من عمله، وظهرت لمساته على الفريق مبكرا، وفي هذا اللقاء قدم الفريق مستوى جيدا إلا أن حارسه محمد خوجة أهدى الاتحاد فوزا ثمينا بأخطائه. وعاد الاتفاق بقوة في لقاء الأهلي وحوّل تأخره 1 /3 إلى فوز 4 / 3، بعد أن أجاد مارين قراءة الخصم جيدا، إلا أن ردة الفعل الإيجابية سرعان ما خمدت بعد أن خسر الفريق لقاء الشباب في الرياض 1 / 2 في الجولة الثالثة، رغم أن غالبية المتابعين يرون أن الأخطاء التحكيمية ساهمت في خسارة الاتفاق في تلك المباراة، ومن هنا كانت البداية. نظرة فنية أم ثقافة سائدة؟ تعالت الأصوات بعد الخسارة أمام الشباب ضد مارين مطالبة برحيله عن تدريب الفريق. مبررة ذلك بعدم قدرته على إحداث التوازن المطلوب في صفوفه، وتذبذب نتائجه باعتبار خسارته للقاءين من أصل ثلاثة يدل على عدم كفاءته، وهي أصوات كان صداها عاليا في أروقة النادي الشرقي، بحيث لم تستطع الإدارة تجاهلها طويلا لتنضم أصوات داخل الإدارة للمطالبة بإقالة الروماني. رد عملي ولم تكن إجادة الحديث من مميزات مارين، ولم تعكر الأحاديث المتواصلة حول قرب إقالته عمله، ولا حتى الاهتمام بهندامه وبدلته الأنيقة في كل لقاء، فكان أن عاد بالفريق إلى الانتصارات التي كانت نتيجة منطقية لما يقوم به، فانتصر على الفيصلي واتبعه بنجران وهي انتصارات حاول البعض تقليلها على اعتبار أن المباراتين أقيمتا في الدمام، فرد عليهم بشكل أكثر قوة بالفوز على الوحدة في مكةالمكرمة 1/صفر. تعثر جديد وهجوم أقوى بعد تعادل الاتفاق مع الفتح 2 / 2 في ملعبه وخسارته من الهلال في الرياض 1/صفر في الجولتين السابعة والثامنة على التوالي، انطلق الهجوم مرة أخرى على مارين ولكن بشكل أكثر قسوة، مع تحميله مسؤولية كل ما يحدث، وبدأت ملفات المدربين الجدد تتناثر على الطاولة الاتفاقية، وبدأ الاتجاه لإقالة المدرب أقوى مما سبق، إلا أن الميزانية المالية المفترضة للمدرب الجديد مع مطالبة نائب رئيس النادي خليل الزياني بالصبر على المدرب ساهمتا بشكل أو بآخر في تخفيف حدة الغضب على عمل المدرب بانتظار فرصة أخرى قد تكون أخيرة. إثبات قدرة عاد الفريق ومن خلفه مارين إلى سكة الانتصارات بعد ذلك سريعا وحقق فوزين مهمين على الرائد والحزم، ليجد الاتفاقيون أنفسهم في مركز الوصيف فجأة بقيادة هذا الروماني، ولم تغير الخسارة أمام النصر كثيرا من وضع المدرب على رأس الجهاز الفني، بل بات يغير قناعات كثيرين بمرور الوقت وأثبت صحة قرار الإدارة بالإبقاء عليه بعد انتصار الفريق على التعاون أخيرا 1 / 0، ليستقر الفريق ثالثا في سلم الترتيب كمركز مناسب ويرضي طموحات الإدارة الاتفاقية إلى أجل قد يكون مسمى. مآخذ معارضي مارين بنت الأصوات المنادية بإقالة المدرب الروماني من داخل البيت الاتفاقي مطالبة بإقصائه على عدة أسباب منها: عدم اهتمامه باللعب السلس والجميل والاهتمام فقط بالمحافظة على مركزه من خلال التحفظ الدفاعي والاكتفاء بهدف حتى لو كان مستوى الخصم متواضعا. إبعاده لعدد من اللاعبين أصحاب الخبرة والموهبة عن القائمة الأساسية مثل صالح بشير وحسين النجعي. عدم استقرار التشكيل الأساسي وخاصة في خط الهجوم. إضاءة وحسنة لمارين أصبح الاتفاق يلعب بشكل قوي مع الفرق التي ينازلها على ملعبه، ولم يخسر أي لقاء في الدمام، ويتقاسم هذه الخاصية مع فريقي الاتحاد والهلال، إلا أنه يتفوق بتحقيقه 16 نقطة من أصل 18 ممكنه حتى الآن بعد خمسة انتصارات وتعادل وحيد، فيما حقق كل من الاتحاد والهلال 11 نقطة من أصل 15 نقطة ممكنة بعد ثلاثة انتصارات وتعادلين لكل منهما على ملعبيهما. ورغم كل ما سبق إلا أن الأجواء السائدة تؤكد أن المدرب لن يستمر مع الفريق طويلا رغم كل ما يقوم به، فأي إخفاق أو نكسة للفريق سيكون كبش الفداء لها، وهو ما لا يرغب مؤيدوه في حدوثه، وذلك على خلفية ما يقوم به من ترسيخ ثقافة جديدة في أذهان لاعبيه تعتمد على تجيير الإمكانيات الفنية لكل لاعب لحساب المجموعة ككل بعيدا عن الفردية، حتى إن مدرب المنتخب السعودي، البرتغالي خوزيه بيسيرو له وجهة نظر إيجابية تجاه مارين وما يقوم به من عمل احترافي، فهل سيكون الاتفاقيون أكثر هدوءا في التعامل مع ردة الفعل لأي إخفاق محتمل للفريق خاصة أن الموسم لم يمض نصفه حتى الآن؟.