في الوقت الذي يلقي الطيران الروسي القنابل الفوسفورية على عدة أحياء في حلب، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتفاقية نشر قوات جوية وفضائية روسية في سورية بشكل دائم، من غير تحديد سقف زمني لذلك. وتنص الاتفاقية على نشر مجموعة من القوات الجوية والفضائية الروسية في قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، مع توفير تسهيلات كبيرة وصلاحيات غير محدودة، منها إلغاء الضرائب على عبور الحدود، وعدم الخضوع لأي تفتيشات عسكرية، إضافة إلى منح الجنود الروس وعائلاتهم حصانة مطلقة. فيما واصل الطيران الروسي فجر أمس، غاراته على عدة أحياء في حلب، والتي استخدم خلالها القنابل الفوسفورية والعنقودية والارتجاجية، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على القانون الخاص بالمصادقة على اتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في أراض سورية إلى أجل غير مسمى. وبذلك تكون روسيا قد استكملت إجراءات المصادقة على الاتفاقية التي وقعت عليها موسكو مع نظام دمشق في 26 أغسطس عام 2015، والتي تنص على نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، مع عدم تحديد أي سقف زمني لتواجد القوات الروسية في أراض سورية. وكان مجلس النواب "الدوما" الروسي قد صادق على الاتفاقية يوم 7 أكتوبر الحالي، ووافق عليها مجلس الشيوخ "المجلس الفيدرالي" الروسي، يوم الأربعاء الماضي. اتفاق طويل الأجل تتضمن الاتفاقية عددا من البنود المهمة المتعلقة بالوجود العسكري الروسي الدائم في سورية من بينها نشر مجموعة القوات الروسية في سورية إلى أجل غير مسمى. وفي حال رغب أحد الطرفين في الخروج من الاتفاقية، يتم إيقاف سريانها بعد مرور عام على تقديم هذا الطرف بلاغا رسميا بهذا الشأن. كما تنظم الاتفاقية شروط الوجود غير محدد الأمد لمجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية المنتشرة في قاعدة حميميم الجوية، التي تسمح السلطات السورية لروسيا باستخدام كامل بنيتها التحتية وأراضيها بالتنسيق مع الجانب السوري ومن دون مقابل. تسهيلات كبيرة تشدد الاتفاقية على أن المجموعة ترابط في حميميم استجابة لطلب من النظام السوري، وأن استخدام المجموعة الجوية الروسية سيجري وفقا لقرارات قائدها، وبناء على الخطط المنسقة من قبل كلا الجانبين "الروسي والسوري". وتؤكد الاتفاقية أن الحكومة السورية تسمح لموسكو بنقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والمواد الضرورية لإنجاز المهمات الموضوعة أمام المجموعة الروسية. وكذلك ضمان أمن عسكرييها وظروفهم المعيشية، إلى الأراضي السورية من دون تحصيل أي ضرائب على عبور حدود البلاد.وتقضي الاتفاقية بأن العسكريين الروس الذين يدخلون ضمن تشكيلة المجموعة بإمكانهم عبور حدود سورية من دون الخضوع لعمليات تفتيش من قبل قوات حرس الحدود والجمارك السورية، كما تمنح الوثيقة أفراد المجموعة العسكرية الروسية وعائلاتهم حصانة وميزات على غرار تلك التي يتمتع بها الدبلوماسيون الأجانب. استهداف بحلب شهدت الأحياء الشرقية من حلب التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة، أمس غارات مكثفة شنها الطيران الروسي وطيران نظام بشار الأسد. وذكر ناشطون أن قتلى وجرحى ما زالوا عالقين تحت الأنقاض جراء الغارات في أحياء الشعار وطريق الباب والقاطرجي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 370 شخصا بينهم 68 لقوا مصرعهم منذ بدء الحملة الحالية على شرقي حلب في 22 سبتمبر الماضي، حيث يعيش نحو ربع مليون شخص. غارات بالبراميل المتفجرة أوضح ناشطون أن اشتباكات تدور بين قوات نظام بشار الأسد ومقاتلي تنظيم داعش في ريف حمص الشرقي، بينما تدور اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في الغوطة الغربية لريف دمشق، حيث شن النظام غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت أيضا الغوطة الشرقية. كما استهدف النظام بلدات في ريف حماة الشمالي بالطيران والقذائف المدفعية والصاروخية. يأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إنه ليست لديه "توقعات خاصة" للمحادثات التي ستجرى اليوم بشأن أزمة سورية في مدينة لوزان السويسرية لأن موسكو لم تر بعد أي خطوات من شركائها الغربيين.