قتل 12 شخصا على الاقل امس جراء قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في مدينة حلب السورية التي تشهد منذ ايام تصعيدا عسكريا يهدد بانهيار الهدنة . وافادت وكالة الانباء السورية «سانا» بمقتل سبعة اشخاص على الاقل واصابة 35 اخرين بجروح «جراء استهداف ارهابيي جبهة النصرة والمجموعات المسلحة المنضوية تحت زعامتها بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص» أحياء عدة في مدينة حلب، ابرزها الاعظمية والسليمانية والجميلية والعزيزية وسليمان الحلبي. وقالت ان ذلك يعد «خروقات جديدة لاتفاق وقف الاعمال القتالية» الذي بدأ تطبيقه في مناطق سورية عدة بينها مدينة حلب منذ 27 شباط بموجب اتفاق روسي اميركي تدعمه الاممالمتحدة. وفي الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قتل خمسة مدنيين على الاقل في حيي المرجة وباب النيرب، وفق حصيلة للدفاع المدني. وقال مراسل لفرانس برس في شرق حلب ان طائرات حربية تابعة لقوات النظام قصفت ببراميل متفجرة حي المرجة في المدينة، واطلقت صاروخين على باب النيرب، حيث لا يزال مدنيون عالقين تحت الانقاض. وتشهد مدينة حلب تصعيدا عسكريا متزايدا وصل خلال الايام الاخيرة الى تبادل قصف شبه يومي، اوقع اكثر من مئة قتيل بين المدنيين منذ الجمعة، بالاضافة الى عشرات الجرحى. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 107 مدنيين على الاقل بينهم عشرون طفلا و13 امرأة من يوم الجمعة حتى منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل في الأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لمناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية. وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية الذي يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، ما يثير خشية من انهياره بالكامل. من جهة ثانية،قال المرصد إن اشتباكات تدور منذ الليلة الماضية بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبين تنظيم الدولة في عدة محاور بريف حلب الشمالي، مما أدى إلى سيطرة التنظيم على قرى دوديان وتل حسين وجارز ويحمول الفيروزية وتليل الحصين. وأشار المرصد إلى أن المعارك لا تزال مستمرة بشكل عنيف، في محاولة من الفصائل لاستعادة المناطق التي خسرتها، ومحاولة من التنظيم للتقدم وتوسيع نطاق سيطرته مجدداً. وتشهد المنطقة معارك مستمرة بين المعارضة وتنظيم الدولة، مما انعكس سلبا على حياة آلاف النازحين في الشريط الحدودي مع تركيا. كما شهدت حلب اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات سوريا الديمقراطية على محوري قرية عين دقة وتلة البيلونة قرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي. وفي حمص، شن طيران النظام عدة غارات على الأحياء السكنية وسط مدينة السخنة وقرية أم قبيبة قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، مما أوقع عدة إصابات في صفوف المدنيين، بينهم أطفال. كما دارت اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل شرقي حمص، وسط قصف مدفعي متبادل استهدف المنطقة. وفي ريف حمص الشمالي، استهدف طيران النظام قرية أم شرشوح وبلدة تير معلة بالصواريخ الفراغية، واستقدم تعزيزات كبيرة لمركز تدريب الهجانة وكتيبة الصواريخ في قرية خربة السودة. وفي إدلب، شن طيران النظام غارات على قريتي اشتبرق في ريف جسر الشغور، والقصابية بريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن سقوط جرحى مدنيين. وفي ريف دمشق، نظم منتسبو الدفاع المدني في مدينة دوما امس وقفة تضامنية مع زملائهم الذين قتلوا في غارات روسية على مركزهم بمدينة الأتارب في ريف حلب الغربي أمس. يذكر أن مراكز الدفاع المدني في الغوطة الشرقية تعرضت أيضا لغارات جوية روسية وأخرى لطيران النظام، أدت إلى مقتل نحو 35 شخصا وإصابة عشرات آخرين. ميدانياً أيضاً،قالت مصادر في المعارضة إن ثمانية من أفراد قوات النظام قتلوا خلال الاشتباكات مع المعارضة في محور الكبانة بريف اللاذقية، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قوات النظام وطائراته الحربية على مواقع المعارضة في المنطقة. وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام إن اشتباكات عنيفة مع المعارضة تجري في محور كبانة، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على البلدة الإستراتيجية في ريف اللاذقية. قافلة تدخل تلبيسة انسانياً،دخلت قافلة مساعدات انسانية امس مدينة تلبيسة التي تحاصرها قوات النظام ، هي الثالثة الى ريف حمص الشمالي خلال اسبوع، وفق ما اعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك. وقال كشيشيك ان «قافلة مساعدات تضم 37 شاحنة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري والاممالمتحدة دخلت مدينة تلبيسة». وتضم المساعدات بشكل رئيسي مواد غذائية وادوات ومستلزمات غسل الكلى ومعدات لاصلاح ابار المياه ومحطات الضخ، بالاضافة الى ادوية وكراس متحركة ومستلزمات التوليد للحوامل. ومن المقرر بحسب الصليب الاحمر، ادخال 14 شاحنة محملة مساعدات الى المدينة في الايام المقبلة. واوضح ان الصليب الاحمر الدولي بدوره لم يوصل مساعدات الى المدينة منذ ثلاث سنوات. وفي الخصوص،قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجاريك إن الأممالمتحدة قلقة من تدهور الأوضاع الإنسانية في حلب شمال سوريا والمناطق المحيطة بها. روسيا طلبت روسيا من مجلس الامن الدولي مساء الثلاثاء ادراج فصيلي «احرار الشام» و»جيش الاسلام» السوريين المعارضين والممثلين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف، على قائمة المنظمات الارهابية، وفق ما اعلن سفير روسيا لدى الاممالمتحدة. ورد كبير مفاوضي وفد المعارضة والقيادي البارز في فصيل «جيش الاسلام» محمد علوش باتهام روسيا وقوات النظام بارتكاب «المجازر» في سوريا. واعلن السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين في بيان ان بلاده طلبت من لجنة مكافحة الارهاب ان تدرج مجموعتي «احرار الشام» و»جيش الاسلام» في لائحتها للمنظمات الارهابية. واكد تشوركين انه رفع هذا الطلب «لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الارهابية، لا سيما منها تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) اللذان يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري». وقال علوش تعليقا على الطلب الروسي، «نحن نقاتل من اجل حرية شعبنا ورفع الظلم عنه ضد من يرتكب المجازر بحقه ويقصفه ليل نهار بكل انواع الاسلحة الكيميائية والبالستية والفوسفورية». واعتبر ان «روسيا تساند النظام بسلاحها وطائراتها وارتكبت 167 مجزرة في بلدي»، مشددا على ان «الارهابي هو من يرتكب المجازر لا من يدافع عن نفسه.. والارهابي هو من يستخدم الطائرات والمدافع لقتل الاطفال». من جهة أخرى،قال الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الروسية إن روسيا تبقي على قوات بقاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا تكفي لحماية الهدنة ومساعدة قوات النظام في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وفي موسكو ايضا، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن روسيا تريد المزيد من التفاصيل عن خطط أميركا تعزيز قواتها الخاصة في سوريا. وفي الوقت نفسه، رحبت وزارة الدفاع الروسية بتعاون موسكو وواشنطن بشأن سوريا فيما يتعرض وقف اطلاق النار الذي تم بتوافق اميركي روسي لانتهاكات. وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو في مؤتمر دولي حول الامن في موسكو «بشكل عام، نقيم بإيجابية التعاون مع الولاياتالمتحدة في سوريا». جنيف سياسياً،أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي، أن استئناف المحادثات السورية في جنيف في 10 أيار. وأشار إلى أن القوات الروسية في سوريا خلقت أجواء مناسبة لإطلاق العملية السياسية. وتابع قائلاً إن هناك قرارات سياسية اتخذها البعض أدت لانهيار الأمن بالمنطقة. كذلك،قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف إن محادثات السلام السورية ستستأنف في جنيف في العاشر من أيار. وأشار بوغدانوف إلى أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا هو الذي أعلن ذلك. في المقابل، ردت المعارضة السورية على هذا الإعلان المنفرد، مؤكدة أن الأممالمتحدة هي المخولة لتحديد موعد استئناف المحادثات. وقال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات أن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها. وأضاف صبرا ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلق اشتراكه بالمفاوضات.» من جانبها، قالت الأممالمتحدة إنه لم يتم تحديد موعد حتى الآن للجولة المقبلة من المحادثات السورية . واكدت متحدثة باسم دي ميستورا إن الحديث عن موعد العاشر من أيار تكهنات. ويلقي دي ميستورا كلمة أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من جنيف بنهاية جولة محادثات استمرت أسبوعين بدأت في 13 نيسان. ومن المتوقع أن يتحدث قبل ذلك مع كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري و لافروف الراعيين لوقف هش لإطلاق النار. وقال دبلوماسي غربي «مع انهيار كل شيء.. سيتطلب الأمر دفعة على أعلى مستوى للانطلاق مرة أخرى.» وقال دبلوماسي غربي آخر إن دي ميستورا يتحدث عن 14 و15 أيار كموعد لبدء الجولة المقبلة من المحادثات. وتابع «لكن كل هذا نظري تماما... من غير المؤكد على الإطلاق أن الجانبين سيعودان إلى جنيف. يشعر دي ميستورا أن إنهاء الجولة دون تحديد موعد للجولة المقبلة لن يكون إشارة جيدة. ولكنه أمر نظري.» وقال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات إن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلا إذا تحسن الوضع على الأرض. وقال صبرا «ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلق اشتراكه بالمفاوضات.» وقال الدبلوماسي الغربي إن دي ميستورا ما زال يهدف إلى عقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى والإقليمية تحت لواء المجموعة الدولية لدعم سوريا قبل تنظيم الجولة المقبلة. وأضاف أن ذلك سيكون على الأرجح في الأسبوع المقبل غير أن روسيا لم تنضم بعد.