قبل أن يذهب الكاتب "ونستون جرووم" إلى الخدمة العسكرية في فيتنام، قال إنه أراد أن يكتب، ولكن لم يكن هناك أي شيء ليكتب عنه، فذهابه إلى الحرب غيّر الكثير. وقال "أي تجربة كهذه؟"، أعني أن التجربة أشبه ما تكون بالبقاء في حطام سيارة لسنة كاملة. التجربة صادمة... وقلت لنفسي حسنا على الأقل لقد مررت بهذه التجربة. لنرى إن كان بإمكاني تفهمّه أكثر. وعندها كتبت كتابي الأول الذي أسميته Better Times Than These "لحظات أفضل من اللحظات الحالية"، وكان كتابا ناجحا ومن هنا كانت انطلاقتي. وقت للراحة كتب "جرووم" كتابين كذلك عن فيتنام قبل أن يبدأ بكتابة الرواية التي جعلت منه كاتبا مشهورا، والتي جاءت تحت عنوان "فورست جامب". وبحسب مقال لTOM VITALE نشره في موقع المنظمة الإعلامية الأميركية " NPR" فإن الرواية تحكي قصة رجل متخلف عقليا لكنه طيب القلب، يشهد أكبر الأحداث في التاريخ الأميركي. وبعد نشر "فورست جامب" ب8 سنوات فاز الفيلم المبني على قصة الرواية بجائزة "الأوسكار" وأصبحت الرواية ضمن الكتب الأفضل مبيعا. وعندها أخذ "جروم" راحة من كتابة الروايات. وقال جرووم "أعتقد أن كل روائي يكتب في نوع الروايات التي أكتبها، قد لا تكون لديه إلا رواية واحدة ناجحة وجيدة. لكن مشكلة الروائيين هي أنهم يستمرون بالكتابة حتى وإن لم تكن لديهم أيه أفكار. لذلك بعد النجاح التجاري الذي حققته فورست جامب، شعرت بأنني لا أمتلك أي أفكار بالفعل تشدني". اتجاه آخر توجّه جرووم إلى الكتابة في التاريخ. وكتب كتبا واقعية عن الحرب الأهلية والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وتاريخ الطيران وتاريخ كرة القدم في ألباما. ولكن كانت هنالك فكرة واحدة لرواية أشغلت ذهنه. وقال إن صديقا له يدعى "إيدي مورجن" اعتاد أن يتكلم عن مزرعة الماشية الكبيرة التي ترعاها أسرته شمال المكسيك، وكيف هاجمها" بانشوفيا" عام 1916، إن "فيّا" طعن مدير المزرعة بالسيف حتى الموت وبعدها خطف أطفاله. يعلق جروم على تلك الحادثة قائلا "خطر في بالي أن أكتب شيئا عن هذه القصة"، وبالفعل كتب "جرووم" روايته الأولى بعد عشرين عاما وعنونها ب"El Paso/ إلباسو"، إذ وصل عدد صفحاتها إلى أكثر من 400 صفحة، تدور أحداثها وأشخاصها خلال فترة الثورة المكسيكية. تحوي الرواية شخصيات خيالية تتفاعل مع شخصيات تاريخية بشكل مشابه ل"فورست جامب"، وفي الرواية ملأ "جرووم" فراغات التاريخ بالروايات الخيالية، وعلل ذلك بأنه أراد أن يُسلّي قراءه، حتى وإن تحتم عليه أن يتعلم مزيد عما حصل في شمال المكسيك والولايات المتحدة الأميركية حول حقبة 1916. وفي عمر ال37 يفكر جرووم في أن يتوقف عن الكتابة "العمل"، وذلك لأن نجاح رواية "فورست جامب" التي بيعت منها 1.7 مليون نسخة في العالم كان كافيا له.
فورست جامب *رواية نشرت 1986 * تحولت إلى فيلم شهير عام 1994 أخرج الفيلم روبرت زيميكس الأبطال توم هانكس وروبين رايت وجاري سينيز وسالي فيلد