هو كتاب يلقي إطلالة على أشهر ما كتب وأهم ما كتب أيضًا من روايات في الأدب الإنجليزي والأمريكي الكتاب يحمل عنوان أشهر مائة رواية إنجليزية وأمريكية في القرن العشرين وهو من تأليف الدكتور عبدالمنعم حبيب، تصدى لترجمته واحد من اكبر المترجمين المصريين والعرب هو الدكتور ماهر فريد شفيق. الكتاب يتعرض لأشهر مائة رواية إنجليزية وأمريكية وكان لها تأثير كبير على الساحة الإبداعية من حيث عدد القراء والأكثر مبيعات والروايات المختارة تنوعت مكوناتها وموضوعاتها وزمانها ومكانها، بل إن هذه الأعمال التي تناولها المؤلف من روايات اغلبها تحول إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية أو مادة إذاعية فهي روايات حملت همومًا سياسية وإنسانية واجتماعية، مثل الحرب الأهلية الأمريكية بين ولايات الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر ومثل قضايا الزنوج في أمريكا أو تورط الولاياتالمتحدة في حرب فيتنام أو التفاوت بين الطبقات أو صراع الغريزة الجنسية مع تعاليم الدين وقوانين المجتمع وما يمليه العرف، روايات مهمة يتناولها الكتاب جذبت سينما هوليود، فحولت رواياتها إلى أعمال غاية في الروعة ومثلما حققت الروايات الأم نجاحات كبيرة في المبيعات أيضًا حققت الأفلام نجاحات جماهيرية كبيرة وقد تنوعت الروايات بين الرواية التاريخية والواقعية الاجتماعية أو السياسية أو القصص البوليسية ومغامرات الجاسوسية أو الرواية (الناتور الية) وهو مصطلح يؤكد دور الوراثة والبيئة في صياغة مصائر الشخصيات وتوجيهاتها كما رصد الكاتب روايات الخيال العلمي إلى جانب رصده لروايات السيرة الذاتية من خلال رصد خبرات الطفولة والشباب والنضج. والكتاب يستعرض حتى تقنيات الكتابة عند كل مؤلف منها الواقعية السحرية والتي روج لها كتاب أمريكا اللاتينية ومن التقنيات الصراحة الفجة أو ما سمي بالواقعية القذرة وتقنية المنولوج الداخلي في العملية السردية. والروايات تتنوع بين الرقعة أزمنية فبعض الروايات تناولت فترة الحرب العالمية الثانية والاحتلال البريطاني لغرب إفريقيا وإلى الهند في فترة نهاية الاحتلال البريطاني وإلى فترة باريس في الثلاثينات، بل إن هناك روايات رجعت في أحداثها الزمنية إلى عصر الإمبراطور الروماني كلاديوس في القرن الأول الميلادي بايطاليا ومن الناحية المكانية الروايات تنوعت أماكن أحداثها مثل الجنوب الأمريكي وشيكاجو والمكسيك ولندن وباريس وبرلين وغيرها من العواصم الأوربية إلى جانب أحداث لبعض الروايات في دلهي وكشمير والبحر الكاريبي وبيرو، بل إن من أهم الروايات التي تناولها الكتاب مثل رواية (الاعتراف) للروائي الأمريكي وليم جاديس، حيث تدور روايته أحداثها بين ثلاث قارات، بل إن روائيين تنحدر جذورهم إلى من مختلف الأعراق مثل الايرلندية والكندية أو الاسترالية أو الإفريقية بولنديين ويابان وهنود وكاريبي. الكتاب تناول أعمالًا يمتد تاريخ صدورها ما بين 1929 إلى عام 2005 ويتعجب الدكتور عبدالمنعم حبيب أن هناك أعمالًا ذات جودة عالية من الناحية الفنية والتقنية غير أنها لم تلق رواجًا في المبيعات وأهملتها قائمة التايم الأمريكية ويضرب مؤلف الكتاب مثال على ذلك فقد أهملت مثلًا نورمان ميل راو «وداعًا للسلاح» لارنست همنجواى ولم تأت بقائمة الروايات التي فازت بجائزة (بوليتزر) في أمريكا أو البوكر البريطانية، وهما من أشهر جوائز الروايات في البلدين ويقول المؤلف إن كثيرًا ما نسمع عن الروايات الأكثر مبيعًا، والتي تحتل أرفف البيع ومنافذها في محطات القطارات والمترو في شتى أنحاء العالم وقد تكون إحدى تلك الروايات الأقل قيمة فنية ولا تتمتع بما يضعها كثير من النقاد أنها ذات جودة فنية من الناحية النقدية لضعف النواحي الأدبية على أسس علمية، لكنه الغريب على حسب وجهة نظر الدكتور حبيب أنها تروق لقطاع عريض من الجمهور. ويشير المؤلف أنه تميزت عقود بعينها عن أخرى في احتلال رواياتها منزلة الشهرة وفي إحصائية بسيطة نجد أن احد عقود هذا القرن فاق غيره في عدد الروايات التي نالت شهرة كبيرة، ففي عقد السبعينات حظيت 22 عشرون رواية أي ربع الروايات التي صدرت في هذا التوقيت، عكس التسعينات فقد شهد أربع روايات فقط حسب تقدير الجمهور، ويوجد بعض الروائيين دخلوا بروايتين في سباق أشهر الروايات مثل الروائية فرجينيا وولف، وهي دخلت بروايات (مسز دالاواى) ورواية (إلى الفنار) ودخل جورج أورويل بروايتية (مزرعة الحيوانات) ودخل ويليام فولكنر بروايتيه (الصوت والصدى) و(ضياء في أغسطس) أما صول بيلو فدخل ضمن الروايات الأشهر بروايتي (مغامرة أوجى مارش و(وهيرتزوج) أما فليب روث بروايتي «شكوى بورتنوى» وقصة رعوية أمريكية وهو فارق كبير بين الرواية الأولى التي صدرت عام 1969 والرواية الثانية عام 1997. ويؤكد المؤلف أن هناك كتاب رواية كانوا يظنون أنهم الأفضل في عالم كتابة الرواية مثل نورمان ميلر إلا أنه لم تحظ أي من أعماله بأن تدرج ضمن الروايات الأشهر، وقديمًا قال الروائي جورج أورويل المتوفى في عام 1950 بان من بين ال 5000 آلاف رواية التي صدرت أثناء حياته آنذاك يوجد 4500 رواية تستحق أن تلقى في سلة المهملات. والكتاب يضم عددًا كبيرًا من الروائيين الأمريكان والإنجليز تنخرط جذور البعض منهم لأصول مختلفة فمنهم من تنخرط جذوره إلى دول افريقية أو اللاتينية أو الهندية على سبيل المثال الكولومبية زورا نيل هيرستون وهي تنحدر أصولها إلى عائلة من كولومبيا غير أنه عاشت في فلوريدا وقدمت للساحة الأدبية رواية (عيونهم تراقب الله) وتعد روايتها من روائع الأدب الأمريكي حيث تناقش مشكلة السود والتفرقة ويقدم الكتاب أعمالًا روائية لعدد من كبار كتاب الرواية وأشهر أعمالهم، فمن الروايات التي تدور في إطار سياسي رواية مثل رواية (لب المشكلة) للكاتب الإنجليزي جراهم جرين، وقد عرف جرين بانه يتناول في أعماله الفساد السياسي والأخلاقي، وأيضًا (السماء الواقية) للمؤلف والروائي الموسيقي الأمريكي بول بولز وروايته هي الرواية التي تنبأت بمفهوم صدام الحضارات الذي ظهر على السطح في الآونة الأخيرة وبول بولز ربطته صداقات بكتاب عرب مثل المغربي محمد شكري، فهو عاش بالمغرب قرابة 52 عامًا، فصارت صداقات بينه وبين شكري ومحمد مرابط، وقد تحولت روايته السماء الواقية إلى فيلم سينمائي، ورغم أنه مات في طنجة بالمغرب إلا أنه دفن حسب رغبته في أمريكا في موطنه. ومن أشهر مائة رواية بالكتاب رواية الاسترالية كرستينا ستيد، وهي رواية (الرجل الذي أحب الأطفال) وهي عن رجل يتعامل بحنو مع أطفاله إلا أن زوجته عكسه سيدة شريرة تسرق نقود أطفالها بالبريد، وتحاول قتلهم.