على الرغم من أن وزارة التعليم أصدرت قبل أكثر من عام ونصف العام أول دليل إجرائي للحضانات في مدارس التعليم العام، سعيا إلى تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي للمعلمات ومنسوبات التعليم، حتى يتفرغن لأداء رسالتهن التربوية على أكمل وجه، ما زالت الكثير من المعلمات والإداريات يعانين عدم توافر هذه الحضانات في مدارسهن، الأمر الذي يضطرهن إلى ترك أطفالهن مع العاملات المنزليات أو الجيران طوال فترة الدوام الرسمي، مما يزيد من مخاوفهن على أطفالهن. مزايا توفير الحضانات تساءلت بعض المعلمات والإداريات عن سبب عدم افتتاح هذه الحضانات في المدارس حتى الآن، رغم أن وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل أصدر قرارا في مارس 2015 بافتتاح حضانات في الروضات ومدارس البنات الحكومية والأهلية والأجنبية. وأكدن أن إنشاء هذه الحضانات سيوفر الكثير من المال، نظرا لأن راتب العاملة المنزلية يتراوح بين 1200 و1500 ريال شهريا، بخلاف تكاليف استقدام العاملة التي تصل إلى "30 إلى 40 ألف ريال". وطالبن وزارة التعليم بسرعة إيجاد حضانات في المدارس ليسهل على المعلمة رقابة طفلها، إضافة إلى إيجاد فرص وظيفية لبعض المواطنات العاطلات ممن لا يوجد لديهن دخل، والاستغناء عن العاملات المنزليات.
معاناة المعلمات الأمهات في هذا السياق، قالت أم زياد، إدارية بإدارة تعليم حفر الباطن، إنها أم لطفلة لم تتجاوز العامين، مشيرة إلى أنه مضى على تعيينها عامان، وأنها تضطر كل صباح إلى ترك طفلتها لدى الجيران، وذلك بسبب عدم وجود حضانات في جهة عملها. وأكدت أنها لم تستطع استقدام خادمة، بسبب السماسرة، الذين أصبحوا يتاجرون فيهن، وأوجدوا سوقا سوداء للعاملات المنزليات. وأضافت: نأمل من وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أن يصدر قرارا، يقضي بتوفير حضانات في المدارس، لبعث روح الطمأنينة في قلوب الإداريات والمعلمات. وتقول نورة العلوي، معلمة بتعليم القصيم، إن وجود حضانات في المدارس أصبح أمرا ضروريا في ظل ما يحصل من جرائم من قبل بعض العاملات المنزليات، مما يجعلن كأمهات ومعلمات يعشن حالة من الخوف والتوجس أثناء تواجدهن في المدرسة. وأضافت أن لديها طفلة عمرها ثلاثة أعوام، وأنها طيلة بقائها في المدرسة تتواصل مع العاملة المنزلية عن طريق الهاتف، وأنها تعيش حالة تشتت ذهني خوفا على ابنتها، مؤكدة أنها استقدمت عاملتها قبل ثلاث سنوات بمبلغ 25 ألف ريال. وأشارت العلوي إلى أن وجود الطفل قريبا من أمه بعد توفير الحضانات سيقضي على الكثير من الأعباء الاقتصادية والنفسية للمعلمة، وسيسهم في تقديمها مزيد من العطاء داخل الفصل، لأن التوتر والقلق سيؤثران على أداء المعلمة وإنتاجية الإدارية.
الغياب والاستئذان تقول أم عبدالله مديرة مدرسة، إن المعلمة غير المتزوجة أو المعلمة التي لديها أبناء في المدارسة هما الأكثر عطاء داخل الفصل على خلاف التي لديها أطفال صغار، فهي الأكثر غيابا واستئذانا. وأضافت أن وجود حضانات في المدرسة سيقضي على الغياب ويقلل من الاستئذان من قبل المعلمة أو الإدارية التي لديها طفل أو أطفال صغار. وذكرت أم الجوهر أنها أم لطفلة عمرها عامان ونصف العام، وأنها تعمل في مدرسة تبعد عن منزلها "150 كيلومترا"، وتعيش حالة قلق دائم على طفلتها، التي تتركها مع العاملة المنزلية، مما يضطرها إلى التواصل مع زوجها، الذي تطلب منه ضرورة مراقبة طفلتها في المنزل. وقالت أم الجوهر: لو كانت هناك حضانة في مدرستها، لاصطحبت طفلتها معها كل صباح للمدرسة، ولخففت على زوجها كثرة استئذانه من عمله، الأمر الذي يوقعه في حرج بعض الأحيان مع مديره.
مطلب للمعلمات والإداريات طالبت الإدارية جوزاء مزيد، أم لطفل لا يتجاوز عمره عدة أشهر، وليس لديها عاملة منزلية، بتوفير حضانات في المدارس، مؤكدة أن ذلك أصبح أمرا ضروريا ومطلبا لكل معلمة وإدارية. وقالت إن الكثير ممن لديهن أطفال على استعداد لدفع رسوم رمزية للحضانة، شرط موافقة الوزارة على ذلك، احتراما للقوانين والأنظمة.
عنف الخادمات أكد الأخصائي النفسي مشعل القرشي ل"الوطن"، أن تزايد حالات العنف والاعتداء من قبل الخادمات على الأطفال أصبح يشكل قلقا للمعلمات الأمهات، ويزيد من توترهن، حيث تضطر بعضهن إلى ترك أطفالهن مع الخادمات، وربما تكون العاملة جديدة وغير مؤهلة للتعامل مع الأطفال ورعايتهن. وأشار إلى أن هذا الوضع يؤثر على تركيز المعلمة وعطائها داخل الفصل. وقال القرشي إنه عندما تتوافر حاضنات بالمدارس، فإن ذلك سيعزز الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية، وسينعكس على أداء المعلمة الأم، وذلك لشعورها بالأمان على طفلها، وإمكانية تفقده خلال اليوم الدراسي. وأضاف أن بقاء الطفل ساعات طويلة بجوار الخادمة، ليس شرطا أساسيا لوقوع الجريمة، ولكن ربما يكون أحد الأسباب، التي لابد أن تكون في الاعتبار، مؤكدا أن هناك أمورا تساعد على عدم وقوع الجريمة، وهي الحرص على اختيار الخادمة المناسبة، والتي يفضل أن تكون مربية أطفال، وكذلك معاملتها بالحسنى، وإعطائها حقوقها، إضافة إلى وضع كاميرات مراقبة داخل المنزل لبث الطمأنينة بين أفراد الأسرة. يذكر أن المدير العام للإدارة العامة لرياض الأطفال حصة الدباس، أكدت في تصريح صحفي العام الماضي، أن الحضانات المزمع إنشاؤها ستكون ملحقة بمباني المرافق التعليمية الحكومية لمنسوبات مجمعات المرفق التعليمي من معلمات وإداريات، في حين ستكون هناك حضانات ملحقة بالمدارس الأهلية، وأخرى مستقلة للتعليم الخاص الأهلي والأجنبي، من الممكن أن يلتحق بها الأطفال من خارج منسوبات المرافق التعليمية.
شروط الحاضنة أن تكون بالدور الأرضي تتكون من 3 غرف للنوم واللعب والطعام يمكن الاكتفاء بغرفتين للنوم واللعب والأكل وجود 20 طفلا من عمر شهر إلى 3 سنوات
مراحل افتتاحها 2014 15 مارس الإعلان عن ضوابط لافتتاح الحضانات الحكومية بالمدارس
2015 24 مارس وزير التعليم يقرر افتتاح حضانات بجميع مدارس البنات
16 مايو صدور أول دليل إجرائي للحضانات في مدارس التعليم العام
18 مايو تحديد ضوابط استثمار القطاع الخاص بحضانات الأطفال
2016 27 أبريل الإعلان عن بدء تشغيل 80 حضانة بمدارس الرياض