أكدت مصادر عزم تركيا الدخول في عملية عسكرية مرتقبة لتحرير مدينة الموصل، فيما شدد المتحدث الأمني باسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي رفض فصائل الحشد مشاركة أي قوة أجنبية في عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف. وأشار الكلابي إلى أن القوات الأمنية والحشد الشعبي، قادرون على تحرير كافة الأراضي المحتلة من قبل العناصر الإرهابية، وأن الوحدات العسكرية بانتظار اللحظة الحاسمة لاقتحام قضاء الشرقاط، في حين أن بغداد تأمل في تحرير الموصل قبل نهاية السنة الحالية، وذلك بالتعاون مع عدة قوى من ضمنها روسيا، بمساعدة مصادرها الاستخباراتية في تعقب مواقع المتطرفين. الاهتمام التركي يرى مراقبون أن اهتمام تركيا بأمن الموصل، والإشارة إليها في عدة أحاديث للرئيس التركي إردوغان، يرجعان إلى الروابط التاريخية التي تربط المدينةبتركيا، إضافة إلى تواجد التركمان فيها، والخطر الإرهابي الناتج منها والذي تعتبره تركيا مهددا فعليا لأمنها القومي. وكانت تركيا قد وقعت اتفاقية بينها وبين بريطانيا في عام 1926 تحت عنوان "اتفاق أنقرة"، والذي يقضي بضم ولاية الموصل إلى العراق، ومنح حق حماية الأشقاء في الموصل من قبل الجمهورية التركية، في الوقت الذي تمتلك القوات التركية معسكر بعشيقة في الموصل، وتمكنت أخيرا من القضاء على قرابة 700 مسلح داعشي، في إطار عملياتها العسكرية هناك. وبحسب مصادر تركية مطلعة، فإن اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية" الذي انعقد الأسبوع الماضي، قد تمخض عن اتفاق الدول المشاركة فيه، بحتمية التدخل عسكريا للقضاء على داعش في العراق وسورية. تفاصيل العمليات من المتوقع أن يتم بحث العمليات العسكرية المزمع شنها في الفترة ما بين 13و 20 من الشهر الجاري، وذلك خلال انعقاد قمة للأمم المتحدة بنيويورك. وتستند الخطة التي يتم الحديث عنها في الوقت الراهن، على مشاركة الجيش السوري الحر والمجموعات التابعة له في عملية برية على مدينة الرقة السورية، بعد تزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية، في حين تتولى تركيا وحلف الناتو تقديم الغطاء الجوي للقوات على الأرض، إضافة لمشاركة دول المنطقة الراغبة في العمليات العسكرية، لوجيستيا أو عسكريا. ويرى مراقبون للمشهد السوري أن تركيا بدأت تأخذ دورا أكبر في العمليات العسكرية سواء في سورية أو العراق، خصوصا بعد التوتر الذي حصل بينها وبين الولاياتالمتحدة، على إثر الانقلاب الفاشل وتداعياته على حكومة العدالة والتنمية، إضافة إلى حرب تركيا ضد القوات الكردية المدعومة من واشنطن، والتي باتت تسبب إحراجا للإدارة الأميركية.