رفضت القوى السياسية السنية مشاركة الفصائل الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» في معركة تحرير الموصل، بعد يوم على إعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي مشاركة الحشد في المعركة. قال محافظ نينوى نوفل السلطان إن هناك «قوات حشد عشائري من أبناء الموصل جاهزة للمعركة بالتعاون مع الجيش ولا حاجة لتشكيلات أخرى». وجاء في بيان ل «تحالف القوى العراقية» (السنية) أمس بعد اجتماع لقادته: «نظراً إلى خصوصية معركة تحرير نينوى، وكونها ستكسر ظهر الإرهاب وتسجل نهاية التنظيم الإرهابي، فإن المجتمعين قرروا أن يتحمل أبناء نينوى الجهد الرئيس في العملية بالمشاركة مع الجيش وقوات البيشمركة والتحالف». وشدد البيان على «أهمية فتح المجال أمام أبناء نينوى للتطوع ودعمهم بالسلاح والتجهيزات المطلوبة لأداء واجبهم الوطني في معركة التحرير»، وأكد عدم موافقة التحالف على «مشاركة الحشد الشعبي في المعركة بشكل نهائي، كون نينوى محافظة غنية بطاقاتها البشرية، وأبناؤها يتحرقون شوقاً لتحرير محافظتهم والعودة إلى دورهم وحياتهم الطبيعية». وأشار إلى أن «الحشد الوطني المكون من أبناء نينوى على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية هو الأقدر على مسك الأرض والتعامل مع مواطني المحافظة»، وتابع أن «أي قوة مهاجمة ينبغي أن تحظى بالدعم والإسناد من المواطنين الذين يتخوفون من عمليات التدمير، ومنع أو تأخير عودة النازحين التي ارتبطت بممارسات بعض فصائل الحشد الشعبي». وقال السلطان ل «الحياة» أمس، رداً على تأكيد العبادي مشاركة الحشد إن رئيس الوزراء «يقصد بها الحشد الوطني (وليس الشعبي) من أبناء الموصل الذين يتدربون منذ شهور لتحرير مدينتهم». وأضاف أن «أبناء الجنوب في الحشد شاركوا في معارك تحرير صلاح الدين والأنبار وضحوا بأنفسهم ولكن نحن في محافظة نينوى نمتلك قوة كبيرة وكافية وقد لا نحتاج الى قوات إضافية، إذ لدينا 15 ألف عنصر في الحشد العشائري و7 آلاف عنصر شرطة والفرقة 15 وقوات البيشمركة». وزاد أن «منطقة مخمور شرق الموصل تحررت أجزاء كبيرة منها، قبل أيام ب800 عنصر من الحشد وهم من أبناء نينوى فقط». من جهته، أكد وزير البيشمركة جبار ياور ل «الحياة»، عدم وجود اتفاق مع الحكومة في بغداد على دخول «الحشد الشعبي» إلى كردستان للمشاركة في عملية تحرير نينوى، وأضاف أن «هناك اتفاقاً على دخول الجيش الاتحادي فقط وبدأت أفواجه بالدخول منذ أيام إلى أطراف أربيل مع الموصل»، وأشار إلى أن أي «اتفاق بهذا الحجم يجب أن يكون مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني». إلى ذلك، قال الناطق باسم هيئة «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي ل «الحياة»، إن «الحشد موجود في قضاء بيجي على بعد كيلومترات من الشرقاط، بوابة الموصل الجنوبية، كما أن هناك وجوداً له في بعشيقة ومخمور من أبناء العشائر والأقليات من المسيحيين وغيرهم». وعن رفض «تحالف القوى» مشاركة «الحشد الشعبي» في تحرير الموصل، قال الأسدي: «ليس من حقهم رفض أو قبول دخول أي قوة أمنية، وهي من حق القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي». واعتبرت منظمة «بدر»، أحد أبرز فصائل «الحشد الشعبي»، أن المشاركة في تحرير الموصل «سيحسم المعركة لصالح القوات الأمنية، وستقضي على آمال من يزرع بذور الفتنة».