شدد الدكتور أنور علي عسيري على أهمية الاعتراف بتسرب الشرائح المستهدفة من المتلقين وانفتاحها على إعلام منافس يقدم المتعة والترفيه ويحافظ على عناصر نجاح العمل التليفزيوني. وحدد عسيري في محاضرة ألقاها أخيرا بمنتدى الشباب الإعلامي بمنطقة عسير بعنوان "الإعلام الهادف" أبرز الإشكاليات التي يعانيها الإعلام الإسلامي وأهمها ضعف العناية بالتدريب وغياب أو تغييب المتخصصين عن إدارة وتأسيس المؤسسات الإعلامية بالإضافة إلى حالة الفوضى التي باتت تشهدها الساحة الإعلامية الإسلامية حسب قوله، مدللاً على ذلك بالكم الوفير والتكاثر غير المبرر لهذه القنوات مقابل ضعف إمكاناتها وانصراف بعضها لممارسة البزنس التجاري عبر الاتصالات وتفسير الأحلام معتبراً وضع مثل هذه القنوات ضمن منظومة الإعلام الهادف بحاجة إلى نظر. كما أكد العسيري أن الأزمة المالية التي يعانيها هذا النوع من الإعلام ترجع لضعف خبرة العاملين في هذا المجال أكثر من وجود أزمة مالية حقيقية، معتبراً غياب العقلية الاستثمارية عائقا ومنبهاً إلى أن التباين الفقهي مؤثر في شكل الوسائل والمحتوى المقدم معتبراً هذا النوع من الإعلام يتحرك باتجاه مدرستين داخل دائرة الضوابط الشرعية وهما "اقرأ والمجد" بغض النظر عن مقدار ونوعية هذه الضوابط مقيدة أو موسعة ومثيراً أهمية التعامل الإيجابي بين كافة المشاريع بغض النظر عن رأيها أو شريحتها . واعترف العسيري بوجود شح في البرامج المميزة وتناسخ في الأفكار بل وخروج المشاهد من الشريحة المحافظة إلى القنوات المفتوحة معتبراً الأمر دليلا حقيقيا على أن صانعي الرسالة في الإعلام الهادف الإسلامي لم يلبوا حاجة المشاهد بل أطلقوا الرسالة التي تلبي احتياجاتهم ..وقد اعتبر نجاح المرحلة السابقة للإعلام الإسلامي مرتبطا باحتياج أساسي دون النظر للشكل الفني والصنعة الإعلامية وهذا مااختلف في هذه المرحلة إذ باتت الخيارات أكبر والحاجة للإثارة والمتعة والتشويق مفقودة في إعلامنا الهادف على حد قوله. وأكد أن الإعلام الهادف هو المصطلح الأمثل لتوصيف الإعلام الإيجابي القيمي لا الإعلام الإسلامي الذي يحمل في تبعاته إشكاليات قد تجر إلى خانة المواجهة على حساب القيمة الأخلاقية التي ينبغي أن يحملها أي إعلام إيجابي.