اتهم مثقفون وشعراء ومهتم,ن بالموروث، الشيلات والأناشيد والمؤثرات الصوتية، بطمس عادات وتقاليد مناسبات الزواج، وبدلت الطابع القديم الذي كانت تتميز به الأفراح في عدد من مناطق المملكة، وأفقدتها هويتها ونمطها المتعارف عليه قديما، وأصبح سماسرة هذه الظاهرة هم المنشدون الذين لا يهمهم سوى كسب المال والشهرة. وكانت مسابقة الشيلات التي أطلقها القائمون على تنظيم مهرجان "صيف نجران 37" لهذا العام، قد أثارت ردود أفعال لدى عدد من حضور المهرجان وزواره، حيث تباينت ردود الأفعال تجاه هذه الفن، كما يحب أن يطلق عليه عشاقه، بين مؤيدين وآخرين رافضين له، بحجة أنها باتت تسطو على المورث الشعبي بشكل كبير، وعلى النقيض يرى غيرهم أن هذا الفن له عشاقه ومحبوه، مطالبين بعدم مصادرة أذواق الآخرين. تسويق للشهرة يصف شاعر المحاورة "حبيب الحازمي" في تصريح إلى "الوطن" ظاهرة الشيلات التي أصبحت تعج بها حفلات الزواجات، بأنها دخيلة على عادات القبائل ولا تليق بأن تكون حاضرة فيها. وأضاف الحازمي أن الشيلات تعد تسويقا للمنشد وتسويق للشاعر، وأصبح الكل يسعى للشهرة من ورائها، فقد حولت المناسبات إلى رقص غير متعارف عليه، وعلى العقلاء وأصحاب الشيم، البعد عن هذه الظاهرة التي أصبحت عادة غير حميدة في أغلب المناسبات. إزعاج وخلافات قال رئيس فرقة بني مليك الشعبية يحيى الحابسي، الشيلات طمست معالم العادات والتقاليد وحولت الأفراح إلى إزعاج وخلافات وتعال، وحولت الأعراس إلى رقصات غير مرغوب فيها، إضافة إلى أنها جعلت الصغير لا يحترم الكبير، وأصبح كبار السن والأشخاص الذين لا يتحملون الإزعاج يغادرون مقر الحفل أثناء إطلاق هذه الشيلات. ظاهرة دخيلة يقول "محمد القحص آل هتيلة"، أحد المهتمين بالموروث الشعبي بنجران، إن ظاهرة انتشار الشيلات غريبة ودخيلة على منطقة نجران والتي انتشرت بشكل واسع في الزواجات، لكن المنطقة لها موروثها الشعبي الذي تشتهر به، مبينا أن المستمع بات لا يفرق بينها وبين والأغاني، وأن الشيلات كانت بداية انتشارها بدون موسيقى، أما الآن فأصبحت الغالبية منها تحتوي على الموسيقى وقد تسببت بتغييب الموروث الشعبي. قصائد مسروقة أشار الفنان والملحن "محمد الشادي"، إلى أن الشيلات لها فترة معينة وسوف تنتهي، لأن ما بني على باطل سوف يزول، مبينا أن غالبية الشيلات تعتمد على أخذ قصائد وألحان وكلمات مسروقة في الغالب، بدون أخذ الإذن من أصحابها، واتهم الشادي أصحاب الشيلات، بسرقة أكثر من 20 أغنية له، ما بين لحن وكلمات، مؤكدا أن الشيلات لا تقاس فنيا، وقال إن معظم منشدي الشيلات لا يستحقون الاستماع لما يقدمونه، وأن أغلبها تعتمد على المؤثرات الصوتية، مبينا أن الشيلات قامت بطمس التراث وتم خلطها بالموسيقى، وأن غالبية المستمعين أصيبوا بملل مما يجري في هذا الجانب. ولاءات قبلية حذر المشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور علي الشعبي، من تفاقم ظاهرة الشيلات، والتي تسببت في غرس ثقافة جديدة وغريبة على مجتمعنا الإسلامي، تقوم على تمجيد القبيلة على حساب الوطن، بل وكل القيم الجميلة في المجتمع، وأكد أنها تُوجد ولاءات غير الولاء للدولة، وتؤجج الفتن بين القبائل، بل بين العوائل داخل القبيلة الواحدة، وشدد الشعبي على أن هذه المظاهر غير حضارية ولا تليق بدولة المؤسسات، وقال إنها تطورت إلى القتل الذي توقعناه، وتم التحذير من مثل هذه السلوكيات، داعيا إلى منع هذه المظاهر وأخذ التعهدات على أصحاب قصور الأفراح وأصحاب الفرح، ومن يخالف يطبق بحقه النظام من قبل وزارة الداخلية، لأن ذلك يساعد على التقارب والتآخي بين المواطنين على مختلف مذاهبهم أو مناطقهم أو قبائلهم. بديل سيئ يرى الشاعر والكاتب "عبدالمجيد الزهراني" أن مشكلة الشيلات الآن علاوة على كونها بديلا سيئا للأغاني، أنها أصبحت مرتعاً خصباً لأنصاف المواهب الشعرية والإنشادية، وكل هذا بسبب تدني الوعي الإبداعي لدى من يتعاطون مثل هذا النوع من الفنون، إن جاز لنا أن نطلق عليها فناً. وساحة الشيلات أصبحت شيئاً مخجلاً، خاصة لنا نحن الشعراء العاميين المهمومين فعلا بتطوير القصيدة العامية، بينما يجرونها بسخافاتهم إلى الخلف. رأي مخالف أوضح الشاعر "حسين آل لبيد" أن الشيلات فلكلور في شبه الجزيرة، وليس محصورا على المملكة فقط، وهي منتشره في الإمارات واليمن أيضاً، مبينا أنه بات لها أصداء أكثر من الأغاني، بسبب أن عشاقها من الصغار والكبار معا، واستخدمت في العديد من القضايا الاجتماعية، منها عتق الرقاب وكذلك في الحروب وآخرها عاصفة الحزم، وباتت تحمس الجميع والكل يصدح بها في الأفراح والأعياد والمناسبات، ولا بد أن يكون منها السلبي والإيجابي.